تقدر إسرائيل أن وتيرة "التسونامي" الدولي المتعلق بالمساعدات لغزة ستتراجع مع انطلاق عمل الصندوق الإنساني الأمريكي لتوزيع الغذاء، والذي بدأ طاقمه الميداني، المؤلف من محترفين ذوي خلفية قتالية، الوصول إلى إسرائيل تمهيدًا لبدء توزيع الطرود الغذائية على سكان القطاع دون تدخل من جيش الدفاع. وتشير التقديرات إلى أن كل طرد سيكفي عائلة لأسبوع، على أن تزداد نقاط التوزيع تدريجيًا وفق تطورات "عملية مركبات جدعون".
وفي موازاة ذلك، تساءلت أوساط سياسية عن موقف الولايات المتحدة في حال طُرحت مسألة وقف الحرب على طاولة مجلس الأمن. لكن في إسرائيل يسود الاطمئنان إلى أن واشنطن ستواصل استخدام "الفيتو" كما فعلت سابقًا، رغم تقارير عن تململ من جانب الرئيس ترامب، تم نفيها رسميًا من قِبل الإدارة الأمريكية.
وفيما يواصل الوسطاء الأمريكيون جهودهم السرّية للتوصل إلى صفقة إطلاق سراح مختطفين إضافيين، يخشى مسؤولون إسرائيليون من أن يؤدي توسيع العملية البرية إلى دفع حماس لقبول تسوية - لكن ذلك قد يتطلب أسابيع.
من جهة أخرى، عبر معبر "كيرم شالوم" (كرم أبو سالم)، دخلت اليوم عدة شاحنات محمّلة بالمساعدات إلى غزة، لكن عبر الآلية القديمة التي لا تضمن منع استيلاء عناصر حماس عليها، وفق الجانب الإسرائيلي.
في المقابل، زعمت مصادر فلسطينية أن الشاحنات لم تصل فعليًا إلى داخل القطاع، فيما تظاهر نشطاء من حركة "أمر 9" قرب المعبر لمنع تمرير الشحنات.
دبلوماسيًا، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، أورن مارموشتاين، إن موقف الاتحاد الأوروبي لا يزال غامضًا، مشيرًا إلى أن الإعلان الأخير من المفوضة الأوروبية كايا كالاس لم يتضمن تعليقًا مباشرًا للتعاون، بل دعوة لإعادة التقييم فقط، مضيفًا أن "من بين 27 دولة أوروبية، هناك 9 أو 10 ما زالت تدعم إسرائيل".
أما بشأن إعلان بريطانيا عن تجميد المفاوضات حول اتفاق التجارة، فقال مارموشتاين إن ما حصل كان "حيلة علاقات عامة"، معتبرًا أن الاتفاق كان مجمّدًا مسبقًا، وأن "إعادة تجميده" كانت فقط بهدف إصدار عنوان إعلامي.
وختم بالقول: "عندما تتحدث لندن، باريس وأوتاوا بلغة حادّة ضدنا، فإن المستفيد في اليوم التالي هو حماس. إذا كان علينا الاختيار بين أوروبا وحماس، فسنختار الابتعاد. المسافة بين غزة وسديروت أقصر بكثير من المسافة بين غزة وشارع الشانزليزيه في باريس، وما يُرى من هنا لا يُرى من هناك".