كشف تقرير لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية عن موجة احتجاجات غير مسبوقة داخل وزارة الخارجية في برلين، على خلفية موقف الحكومة في برلين من الحرب في غزة ودعمها لإسرائيل.
ووفق التقرير، وُضعت بطاقات احتجاجية وصور دمار من غزة على أبواب المكاتب وفي الكافيتيريا التابعة للوزارة، تتضمن عبارات مثل "في يوم ما، سيعارض الجميع هذا"، و"القتل في غزة مستمر أمام أنظار الجميع".
وتعود هذه الحملة إلى منظمة "ميديكو إنترناشيونال" التي تتهم الحكومة الألمانية بتأييد "حرب قاتلة تشنّها إسرائيل". بينما باتت مثل هذه الشعارات مألوفة في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وفي وسائل الإعلام، إلا أن تبنّيها من قبل دبلوماسيين في الوزارة يُعدّ سابقة تعكس تغيرًا ملموسًا داخل أوساط الحكم.
وذكر التقرير أن نحو 130 دبلوماسيًا ألمانيًا – معظمهم في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر وفي مراحل مبكرة من مسيرتهم المهنية – انضموا إلى مجموعة تطالب بتعديل السياسة تجاه إسرائيل، ويُطلقون على أنفسهم اسم "المخلصون غير الممتثلين"، ويعقدون اجتماعات غير رسمية خارج الأطر الرسمية.
وتظهر هذه التحركات كمظهر لصراع أجيال داخل الخارجية الألمانية؛ فبينما يتمسك الدبلوماسيون المخضرمون بمبدأ الدعم غير المشروط لإسرائيل، يرى الأصغر سنًا أن على برلين معاملة حكومة إسرائيل كأي جهة تنتهك القانون الدولي، على غرار روسيا أو ميانمار.
وتزامنت هذه الاحتجاجات مع انتقادات داخل الحكومة نفسها؛ ففي حين تطالب بعض أطراف الحزب الاشتراكي الديمقراطي بفرض عقوبات على إسرائيل، تواصل أحزاب الاتحاد المسيحي الدفاع عن الحكومة الإسرائيلية. أما وزير الخارجية يوهان فادفول، فيُصدر مواقف متباينة: إذ انتقد إدارة إسرائيل للحرب، لكنه عارض فرض عقوبات عليها، كما رحّب بمبادرة إسرائيلية لإيصال المساعدات إلى غزة رغم تحفّظ مستشاريه.
ويشير التقرير إلى أن 13 دبلوماسيًا سابقًا انضموا إلى هذه الأصوات، عبر رسالة مفتوحة تطالب بتقييد تصدير السلاح والتعاون العسكري مع إسرائيل، ما يعكس تغيرًا نوعيًا في المزاج السياسي والدبلوماسي الألماني تجاه الصراع.