أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس (الثلاثاء) أمام أعضاء حكومته أن بريطانيا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في أيلول/سبتمبر المقبل، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه شدد على أن الخطوة مشروطة بعدم اتخاذ إسرائيل خطوات حقيقية تنهي الوضع في غزة.
ستارمر أوضح أنه سيجري تقييماً للوضع قبيل انعقاد الجمعية العامة، لتحديد مدى التقدم الذي حققته الأطراف المختلفة قبل اتخاذ القرار النهائي، مضيفاً أنه "لا مجال للمقارنة بين إسرائيل وحماس"، مؤكداً أن مطالب بريطانيا من حماس تبقى كما هي.
صحيفة التلغراف البريطانية كشفت الليلة الماضية أن ستارمر يستعد لتقديم خطة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما تتوقع مصادر إسرائيلية انضمام مزيد من الدول الأوروبية إلى فرنسا وبريطانيا في هذا المسار، إذا لم تنهِ إسرائيل حربها في غزة.
مصدر دبلوماسي إسرائيلي قال لقناة "كان" إن القرار "لم يفاجئ إسرائيل"، مضيفاً: "نحن لا ننجح في وقف هذا السيل الجارف".
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، مساء أمس أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة المقبلة.
من جانبه، رد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ببيان بالإنجليزية قال فيه: "ستارمر يكافئ حماس ويعاقب ضحاياها. إقامة دولة جهادية على حدود إسرائيل اليوم ستشكل تهديداً لبريطانيا غداً".
وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت بياناً مماثلاً رفضت فيه الإعلان البريطاني، معتبرة أن "تغيير موقف الحكومة البريطانية في هذا التوقيت، بعد الخطوة الفرنسية وتحت ضغوط سياسية داخلية، يشكل جائزة لحماس ويضر بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة واتفاق لإطلاق سراح المخطوفين".
ويأتي الإعلان البريطاني في أعقاب الخطوة الفرنسية، وسط ضغوط داخلية على ستارمر من أعضاء حزب العمال واحتجاجات شعبية على صور الأطفال المتضررين من الحرب في غزة.
وكان ستارمر قد كرر في الأيام الأخيرة أن "المشاهد المروعة في غزة لا تتوقف، والشعب البريطاني مرعوب مما يجري"، مؤكداً رفض منع المساعدات للأطفال كما رفض استمرار احتجاز الرهائن.
ورغم تمسكه سابقاً بأن الاعتراف بفلسطين يجب أن يكون جزءاً من خطة أشمل تؤدي إلى حل الدولتين، اعتبر أن هذه الخطوة قد تشكل "أداة ذات تأثير أكبر" لدفع الفلسطينيين نحو مرونة أكبر في المفاوضات. وفي البرلمان البريطاني، وقع حتى الآن ما لا يقل عن 255 نائباً من أصل 650 على عريضة تطالب بالاعتراف بدولة فلسطينية، غالبيتهم من حزب العمال.