بدأ خلال الأسبوع الأخير تشغيل ثلاثة مراكز لتوزيع الغذاء في قطاع غزة من أصل أربعة، بإشراف صندوق GHF الأميركي، وبتوصية من جيش الدفاع وتوجيه المستوى السياسي في إسرائيل. يعمل في هذه المراكز مئات من الموظفين المحليين، بمن فيهم موزعو طرود وسائقو شاحنات وأفراد أمن، وتغطي التوزيعات مناطق تل السلطان وطريق موراج في رفح، وكذلك جنوب محور نتساريم وسط القطاع.
ورغم الإشراف الإسرائيلي غير المباشر على المشروع، ترفض إسرائيل الكشف عن مصدر تمويل العملية، أو تحديد الجهة التي تدفع رواتب الموظفين، وسط تغييب كامل لوزارة الدفاع ومنسق أعمال الحكومة في المناطق. ويقود المشروع سكرتير رئيس الحكومة العسكري اللواء رومان جوفمان.
ابعاد حماس عن المساعدات ثم عن السكان
وتسعى إسرائيل من خلال الخطة إلى تحقيق هدفين مركزيين: الأول إبعاد حماس عن منظومة المساعدات، والثاني فصل السكان عن التبعية لحماس على المدى البعيد، عبر توفير المساعدات مباشرة للمواطنين دون وساطة الحركة. تقول الجهات الأمنية إن ذلك يضرب قدرة حماس على السيطرة ويضعف سلطتها.
في المقابل، شنت حماس حملة دعائية ضد المشروع وادعت أنه مؤامرة تهدف إلى اقتلاع سكان غزة. على الأرض، وضعت حواجز وهددت السكان لمنعهم من الوصول إلى المراكز، لكن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يقولون إن "الجمهور صوّت بأقدامه"، إذ توافد عشرات الآلاف على المراكز وتم توزيع 35 ألف طرد غذائي، يكفي كل منها لخمسة إلى سبعة أيام.
رغم كونها طرفًا مركزيًا في الجانب الإنساني، تمتنع الأمم المتحدة عن المشاركة في المشروع بل تعارضه علنًا، ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الأمم المتحدة أوقفت فعليًا توزيع المساعدات في المناطق التي لا تشملها المراكز الجديدة، خاصة في شمال القطاع.
منذ تجديد دخول المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، دخلت 760 شاحنة، إلا أن الأمم المتحدة جمعت فقط 238 منها، بينما تم نهب أكثر من 130 شاحنة من قبل سكان مسلحين أو عشائر محلية. حاليًا، أكثر من 550 شاحنة تنتظر على الجانب الفلسطيني من المعبر دون توزيع بسبب مخاوف أمنية ورفض موظفي الأمم المتحدة العمل مع النظام الجديد.
كسر حاجز الخوف من حماس
صرّح مصدر أمني كبير بأن "حاجز الخوف من حماس قد كُسر"، معتبرًا أن إقبال السكان على مراكز التوزيع رغم التهديدات يدل على تحول في موقف الجمهور من حماس. وأضاف أن هناك حملة مشتركة من أطراف داخل حماس وبعض مسؤولي الأمم المتحدة لتقويض المشروع، لكنها تواجه علامات أولى على الفشل، مشيرًا إلى أن "مراكز التوزيع حققت نجاحًا غير مسبوق وتُعتبر نقطة تحوّل".