قال ياسر أبو شَبّاب، الذي تشير تقارير إلى قيادته ميليشيا مسلّحة تتحدى حكم حماس جنوب قطاع غزة، إن جماعته تعمل "تحت الشرعية الفلسطينية"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية، وبالتنسيق الكامل معها. جاء ذلك في تسجيل صوتي دعا فيه سكان شرق رفح للعودة الآمنة إلى منازلهم، مشددًا على أن جماعته ستوفر لهم المأوى والغذاء.
وأوضح أبو شَباب أنه شكل قوة لحماية الفلسطينيين مما وصفه بـ"إرهاب حكومة الأمر الواقع" في إشارة لحماس، ومن "لصوص المساعدات". وذكر أن جماعته توزع المساعدات لمئات العائلات في المناطق الخاضعة لسيطرة جيش الدفاع، "ليس طوعًا بل اضطرارًا لمنع التهجير"، وفق البيان.
وفي تسجيل مصور، ظهرت الميليشيا وهي تنصب خيامًا وتوزع الإعانات على الأهالي، داعية وسائل الإعلام لزيارة المنطقة.
مصادر فلسطينية ذكرت أن أبو شَبّاب، وهو من سكان رفح، يقود ميليشيا تتعاون مع إسرائيل وجهات دولية بينها هيئة GH-F الأميركية المكلّفة بتوزيع المساعدات. فيما اتهمته مصادر من حماس بالتورط في نهب شاحنات الإغاثة، ونشرت مؤخرًا تسجيلًا لإطلاق نار من مسلحيها تجاه من وصفتهم بـ"متعاونين خلال لقاء مع وحدة مستعربين".
صحيفة "الأخبار" اللبنانية نشرت تحقيقًا موسّعًا حوله، ذكرت فيه أن نجم أبو شَبّاب سطع مع بدء عملية جيش الدفاع في رفح، وأن مجموعته نهبت شاحنات مساعدات واصطدمت مع أجهزة حماس الأمنية. مؤخرًا، بدأت عناصره تمشّط أحياءً تخضع للجيش الإسرائيلي.
وبحسب مصادر من حماس، تضم الميليشيا نحو 300 عنصر، 50 منهم جلبهم أبو شَبّاب والبقية جُندوا عبر استخبارات السلطة، وبينهم عناصر سابقون في "كتائب شهداء الأقصى" الذين انضموا لأجهزة السلطة عام 2005 قبل انقلاب حماس.
وتفيد حماس أن بعض عناصره يتقاضون رواتب شهرية تصل إلى 3,000 شيكل، ويشتبه بمشاركتهم في جرائم قتل وسرقة، إضافة لانتماء بعضهم لتيارات سلفية مناوئة لحماس، منها من هاجم عناصرها في النصيرات وقتل منهم.
كما ذكر أن الميليشيا اشترت أسلحة من السوق المحلي بمبالغ كبيرة وأقامت قاعدة قرب موقع "سوفا"، على بُعد 300 متر من الحدود التي يسيطر عليها جيش الدفاع. ويُقال إنهم يتلقون تعليماتهم من اللواء بهاء بعلوشة، أحد قادة استخبارات السلطة الفلسطينية.
وأكدت مصادر حماس أن "كتائب القسام" بدأت تنفيذ قرارات من مجلسها العسكري بتصفية عناصر تلك الميليشيا، وأن إعدامات متورطين في النهب ستُنفّذ قريبًا.