في تقرير موسع، عرضت صحيفة "صنداي تايمز" اليوم الأحد سيرة ياسر أبو شباب، الشاب البالغ 35 عامًا، الذي يفرض نفوذه على مناطق جنوب شرق غزة، ويتعرض لتهمة قيادة مليشيات تسيطر على قوافل المساعدات القادمة من معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم).
نفى أبو شباب في مقابلة مع الصحيفة أن يكون عميلًا لإسرائيل أو زعيم ميليشيا إجرامية، مؤكدًا أنه "فلسطيني عادي يحمي شعبه". وأوضح أنه كان عامل بناء بسيطًا قبل الحرب، وأنه اعتُقل سابقًا لدى حماس بتهمة تهريب المخدرات، وأُطلق سراحه بعد غارة إسرائيلية غامضة على السجن مع بدء الحرب.
اتهمته منظمات إغاثية، أبرزها "الأونروا"، بالاستيلاء على المساعدات وتسهيل نهبها في ظل تساهل من جيش الدفاع، إلا أنه رد بأن "حماس هي من ينهب"، مؤكدًا أن الدعم الذي تلقاه مصدره قبيلته، الترابين، الممتدة في غزة وسيناء والأردن والخليج، و"لا علاقة له بالحكومة الإسرائيلية"، بحسب قوله.
وذكر أن 52 فردًا من أسرته قُتلوا على يد حماس، بينهم شقيقه وابن عمه، بسبب مساعداتهم الميدانية، نافيًا حصوله على سلاح من إسرائيل، ومشيرًا إلى أن سلاحه "موروث قبلي".
واعتبرت الصحيفة أن صعود أبو شباب لا يمكن فصله عن شخصية أخرى مثيرة للجدل في سيناء، هو إبراهيم العرجاني، الملقب بـ"ملك المعابر"، والذي كشف تحقيق سابق للصحيفة عن أرباح تقدر بمليوني دولار يوميًا من تهريب سلع عبر معبر رفح.
بحسب تحليل الصحيفة، ترى مصر في أبو شباب خيارًا ميدانيًا مناسبًا للحفاظ على نفوذها الاقتصادي والسياسي بعد الحرب، في حال تراجع دور حماس.
وعند سؤاله عما إذا كان مستعدًا لتولي إدارة معبر رفح، أجاب: "نعم، نريد غزة منفتحة على العالم ومتصالحة مع مصر والعرب وإسرائيل".
وبينما أصدر القضاء التابع لحماس مذكرة باعتقاله، يؤكد أبو شباب ونائبه غسان دواحين – الضابط السابق في استخبارات السلطة الفلسطينية – أن حياتهم مهددة، مطالبين بحماية دولية من حماس، التي اتهموها باستخدام أي وقف لإطلاق النار كفرصة لتصفية معارضيها.
وأشار التقرير إلى أن المجموعة التي يقودها باتت تسيطر فعليًا على ما يعرف بـ"المنطقة الآمنة"، التي طرح وزير الدفاع الإسرائيلي رؤيتها لإيواء فلسطينيين مدنيين مفحوصين أمنيًا في جنوب غزة، حيث تُظهر الأدلة الميدانية وجودًا واضحًا لجماعة أبو شباب بمحاذاة القوات الإسرائيلية دون تعرضها لأي استهداف، ما يثير شبهات التواطؤ.
لكن دواحين يرد: "لم نهاجم أحدًا، وحيث لا يوجد حماس، لا تطلق إسرائيل النار". وأوضح أن آلاف النازحين يعيشون في منطقتهم، وأنهم بحاجة إلى أطباء ومعلمين ومتطوعين، متهمًا إسرائيل بمنع تدفّق المزيد من المدنيين إلى "المنطقة الآمنة".
وختم أبو شباب حديثه بالقول: "نريد منطقتنا نموذجًا لغزة جديدة، تهزم الإرهاب وتستعيد حياتها الطبيعية".