عاد فريق التفاوض الإسرائيلي إلى البلاد قبل أربعة أيام، ومنذ ذلك الحين تُجرى مشاورات داخلية لتحديد خطوات المرحلة المقبلة. مصادر سياسية أفادت بأن الشرط الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات في الدوحة أوضح للوسطاء، ويتمثل في مطالبة حماس بإبداء مرونة وإدخال تعديلات جوهرية على ردها الأخير، بما يتيح اعتباره أساسًا واقعيًا للتقدم نحو اتفاق.
وأشار المصدر إلى أن الفريق على تواصل مستمر مع الوسطاء، لكن حتى الآن لم تُتخذ أي قرارات جديدة، في ظل غياب مؤشرات على استعداد حماس لتغيير موقفها أو تخفيف مطالبها.
وفي أورشليم القدس، تتوقع الحكومة من الوسطاء، وفي مقدمتهم قطر، اتخاذ موقف حازم تجاه حماس والدفع نحو مرونة، غير أن معطيات من داخل الدوحة تفيد بعكس ذلك. فقبل يومين من انهيار المفاوضات، اتهم متحدث باسم الخارجية القطرية إسرائيل خلال مؤتمر أكاديمي في كامبريدج، فيما اعتُبر الإجراء المعلن كضغط — نزع السلاح الشخصي من قادة حماس — عديم الجدوى، إذ تشير تقارير أخرى إلى أن هؤلاء القادة يحظون بحماية قطرية.
يوم أمس، دخلت إلى قطاع غزة 49 شاحنة مساعدات قطرية عبر مصر والأردن. في المقابل، وجّهت قنوات إعلامية وحسابات مرتبطة بالدوحة انتقادات لغياب دور نشط من القاهرة وعمّان، بينما هاجم القيادي في حماس خليل الحية، الذي يبث مواقفه من قطر، الدولتين ودعا إلى "انتفاضة شعبية" في أراضيهما.
وبعد أربعة أيام من انهيار المفاوضات، لا تظهر أي مؤشرات على تحرك قطري جدي للضغط على حماس للعودة إلى طاولة التفاوض. بل إن تصريحات قادة الحركة في وسائل إعلام قطرية، مع التركيز على ما يسمونه "تجويع غزة"، تعكس أن الدوحة تستخدم البُعد الإنساني كأداة ضغط موجّهة نحو إسرائيل.