في مقالها بعنوان "الحرب فقدت ثقة الجمهور"، تتناول الكاتبة روتيم إيزك الوضع السياسي والعسكري في إسرائيل، مشيرة إلى تدهور الثقة في الحكومة وسط تصاعد الحرب في غزة.
تستهل إيزك بتسليط الضوء على مقولة الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه، التي تشير إلى أن القوة لا يمكن أن تستمر إذا كانت تمثلها مجموعة من المنافقين. وتستعرض في هذا السياق كيف أن إسرائيل، رغم استعدادها لتصعيد الحرب، فقدت بالفعل ثقة الشعب في الحكومة.
وتوضح إيزك أن فئات عديدة من الشعب الإسرائيلي فقدت الثقة في الحكومة، بدءاً من عائلات المختطفين الذين يدركون أن الحرب لن تعيد أحباءهم، بل قد تقترب بالذين نجوا إلى موتهم. هذه العائلات تشعر أن أرواح أبنائها قد أصبحت هدفاً ثانوياً في خضم الحرب.
كما تشير إلى أن جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم، والذين استُنفِدت طاقتهم جسدياً وعقلياً، يشككون في جدوى الحرب، خاصة وأنهم يدافعون عن بلدهم في الوقت الذي يظل فيه المختطفون في قبضة حماس.
وتمضي إيزك لتتحدث عن الشعب المدني، بما في ذلك المعلمين والمربين الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتفقد الثقة في قدرة الحكومة على تأمين التعليم بشكل لائق. كما تنتقد الحكومة لتجاهلها جهود العاملين في قطاع التكنولوجيا الذين أسهموا في تحويل إسرائيل إلى قوة تكنولوجية كبيرة، إلا أنهم الآن يُعتبرون خونة لمجرد أنهم يعبرون عن آرائهم.
وتشير إلى الاحتجاجات الشعبية، حيث يخرج المدنيون إلى الشوارع مع شعارات تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الجميع إلى منازلهم. هؤلاء المواطنون، الذين يرغبون في حياة سلمية، يواجهون الحرب التي لم تعد مفهومة لديهم ولا ترى الحكومة هدفاً واضحاً لها.
وتنتقد إيزك ما تراه قيادات سياسية تسعى إلى السلطة دون النظر إلى مصلحة الشعب، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه الحرب في بدايتها مبررة، فقد تحولت الآن إلى حرب مدمرة تفتقر إلى الأهداف الواضحة.
كما تتناول إيزك معاناة الآباء الذين أرسلوا أبناءهم إلى الجبهة، وهم الآن يواجهون حقيقة مريرة تتمثل في فقدانهم لأطفالهم. في الوقت نفسه، تستعرض تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يعاني المواطنون من عدم القدرة على تأمين احتياجاتهم اليومية بسبب الحرب، التي حولت حياة الكثيرين إلى كابوس مستمر.
وفي ختام مقالها، ترى إيزك أن الحرب قد تحولت إلى حرب مدمرة ومفككة، قد تأخذ كل ما هو جيد من المجتمع الإسرائيلي، تاركة إياه في حالة من الفراغ والدمار بسبب قيادة متقاعسة لا تعرف متى يجب التوقف، وبسبب سياسيين يسعون وراء مصالحهم الشخصية على حساب الشعب.