مقال اليوم: "اسرائيل أصبحت عبئا على الولايات المتحدة"

مقال اليوم: "اسرائيل أصبحت عبئا على الولايات المتحدة"
مقال اليوم للكاتب آفي شيلون ونشر في صحيفة "يديعوت احرونوت" وفيه يوجه الكاتب نقدا حادا لما آلت اليه العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة ويشير الى أسباب ذلك وفقا لرؤيته
ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يطرح الكاتب آفي شيلون رؤية نقدية حادة لمسار العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، مركزًا على ما يصفه بـ"التحول من كون إسرائيل حليفًا استراتيجيًا إلى عبء متزايد".

من وجهة نظره، الحرب الأخيرة كشفت حجم التبعية الإسرائيلية للولايات المتحدة بشكل يصعب تجاهله، حتى في ظل الانتقادات الموجهة لإدارة بايدن.

ويذكّر شيلون بأن التهديد الأمريكي الصريح لإيران وحزب الله بعد السابع من أكتوبر، "لا تفعلوا"، ونشر حاملات الطائرات في المنطقة، كان بمثابة الركيزة التي سمحت لإسرائيل بخوض حربها دون أن تنهار في بداياتها، ولولاه لكان السيناريو مختلفًا تمامًا.

يؤكد الكاتب أن الدعم الأمريكي خلال الحرب لم يكن رمزيًا فقط، بل تجسد في تزويد دائم بالسلاح، حتى وإن شابه بعض التقييد، وفي الغطاء السياسي في المحافل الدولية. ويضيف أنه في المواجهة مع إيران، لم تعد الولايات المتحدة فقط داعمًا، بل باتت شريكة فعلية في صد الهجمات الصاروخية، ما يعزز قناعة شيلون بأن إسرائيل، بكل قوتها، لا تستطيع الاستمرار دون أمريكا.

هذه التبعية، كما يراها، ليست مسألة ضعف بقدر ما هي نتيجة حتمية للواقع الجيوسياسي: إسرائيل محاطة بالتهديدات وبمعاداة دولية، ومنذ نشأتها اعتمدت على حليف خارجي قوي، بدءًا من فرنسا في الخمسينيات ثم الولايات المتحدة منذ الستينيات. صحيح أن هذه الشراكة جلبت لإسرائيل فوائد عسكرية واقتصادية وتقنية، لكن الكاتب يحذر من أنها تفرض أيضًا أثمانًا، من ضمنها ضرورة التكيف مع مصالح واشنطن العالمية، وهو ما يتطلب قيادة إسرائيلية ذكية تعرف كيف تنسج التقاءً في المصالح وليس مجرد التعايش معها.

شيلون لا يُخفي قلقه من أن هذه "الفطنة السياسية" تغيب عن الحكومة الحالية، إذ يرى أن أمريكا بدأت تتصرف اليوم باستقلالية عن إسرائيل، بل أحيانًا بعكس مصالحها، لأن الأخيرة، كما يقول، لم تعرض أي استراتيجية واضحة منذ بداية الحرب، سوى إصرارها على "نصر كامل" على حماس، دون أي تصور سياسي موازٍ. بهذا الشكل، تتحول إسرائيل من "ركيزة إقليمية ثابتة" إلى عبء استراتيجي لا يخدم الأجندة الأمريكية.

ويتوقف الكاتب عند ما يعتبره فرصة ضائعة: فترة حكم ترامب. رغم ما أبداه من دعم لفظي قوي لإسرائيل، كان واضحًا، بحسب شيلون، أن ترامب عيّن في إدارته شخصيات انعزالية تعارض التورط العسكري الطويل، ويفضلون الصفقات على الحروب. من هنا، يرى أن إسرائيل كان يجب أن تستغل تلك الفترة لإحداث تسويات إقليمية – مع الدول العربية، سوريا، وحتى في غزة – كانت لتصعب تحت إدارة بايدن.

لكن الحكومة الإسرائيلية، وفقًا له، اختزلت العلاقة في طلب المزيد من السلاح، متجاهلة المبادرة إلى حلول سياسية، حتى حين كانت الظروف مواتية.

وفي نهاية المقال، يصف شيلون المشهد الراهن بسخرية حزينة: الولايات المتحدة لم تبدأ بالابتعاد عن إسرائيل بسبب بايدن أو ترامب، بل لأن القيادة الإسرائيلية فشلت في مد يد المساعدة لواشنطن لصياغة استراتيجية تخدم الطرفين. وبذلك، تكون إسرائيل، كما يلمّح الكاتب، قد خذلت نفسها قبل أن تخذلها أمريكا.

الأكثر شيوعاً