الكاتب يفتتح مقاله بالإشارة إلى التصريح المثير للجدل الذي أدلى به رئيس حزب "الديمقراطيين"، يائير غولان، حين قال في مقابلة إذاعية إن "الدولة العاقلة لا تقتل الأطفال كهواية".
هذا التصريح، كما يلاحظ غولدفينغر، أثار عاصفة من الانتقادات داخل الحلبة السياسية، بما في ذلك من شخصيات يسارية، ووصل الحد ببعض أعضاء الائتلاف إلى الدعوة لمقاطعته ومنعه من دخول الكنيست.
لكن الكاتب لا يتوقف عند التصريح بحد ذاته، بل يشير إلى المفارقة التي تكمن في أن منتقدي غولان من السياسيين لم يظهروا الحماسة ذاتها في الرد على تصريحات لا تقل تطرفًا أدلى بها وزراء من اليمين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والتي تكررت في الإعلام العربي والدولي طوال فترة الحرب. من وجهة نظر الكاتب، تكمن هنا إحدى المشكلات الكبرى في إسرائيل: ازدواجية المعايير، وغياب استراتيجية إعلامية فاعلة.
ويذكّر الكاتب بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صادق هذا الأسبوع على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهي خطوة يمكن الاختلاف على دوافعها، لكن الأهم في نظره هو أن صور الجوع في غزة تنتشر في وسائل الإعلام الدولية وتُقابل بانتقادات غير مسبوقة، بل وبتهديدات بفرض عقوبات من قادة غربيين، رغم استمرار دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات. إسرائيل، وفقًا لغولدفينغر، تخسر على جميع الجبهات لسبب واضح واحد: غياب جهاز دعائي فاعل.
ويضيف أن إسرائيل، ومنذ سنوات، تعاني من فشل في التأثير على الرأي العام العالمي، ومع استمرار الحرب لأكثر من عام ونصف، باتت المهمة شبه مستحيلة. ويشير إلى أنه كان ينبغي استغلال قرار إدخال المساعدات كورقة إعلامية تخدم الموقف الإسرائيلي.
ينتقد كذلك تصريحًا لأحد نواب الصهيونية الدينية، تسفي سُوكوت، الذي زعم أن العالم لم يعد مهتمًا بغزة، في حين أن الواقع، كما يقول الكاتب، يثبت العكس.
ويحذّر غولدفينغر من أن الضغط الدولي على إسرائيل سيستمر في محاولة لدفعها إلى إنهاء الحرب، معتبرًا أنه "بدلًا من مخاطبة القاعدة الانتخابية، حان الوقت لمخاطبة العالم". فالهجوم على يائير غولان بسبب تصريحاته ليس مجديًا ما دامت إسرائيل على شفا عزلة غير مسبوقة. وينهي بالقول إن حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بدعمه لإسرائيل، يبعث بإشارات عن استعداده للتخلي عنها. ويخلص إلى أن المنظومة الإعلامية الوطنية يجب أن تستفيق من سباتها وتتوقف عن الاختباء وراء مزاعم شعبوية، لأن الوقت يداهمها.