مقال اليوم: "كيف ندير شؤوننا مع أوروبا"

مقال اليوم: "كيف ندير شؤوننا مع أوروبا"
مقال اليوم كتبته اييليت نحمياس تحت عنوان: "كيف ندير شؤوننا مع أوروبا"، ونشرته صحيفة "يديعوت احرونوت"، وفيه تحاول الكاتبة دحض الادعاء بسوء العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الأوروبي
علم الاتحاد الاوروبي
علم الاتحاد الاوروبي

في مقالها المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "كيف ندير شؤوننا مع أوروبا"، تسعى الكاتبة إيليت نحمياس إلى تفكيك الصورة السائدة حول تدهور علاقة إسرائيل بأوروبا، مشددة على أن هذا التدهور لم يحدث فجأة، بل هو نتيجة تراكمات طويلة، وتفاعلات عميقة بين الموقف الأوروبي من إسرائيل، والمواقف الإسرائيلية ذاتها.

وتشير الكاتبة منذ البداية إلى أن العلاقة بين إسرائيل وأوروبا لم تكن يومًا مستقرة بالكامل، بل كانت دائمًا مشروطة، لا سيما بما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية. وتقول نحمياس إنها زارت العديد من البرلمانات الأوروبية، ولم تسمع في يوم من الأيام قلقًا حقيقيًا من الصواريخ التي سقطت على سديروت طوال أكثر من 20 عامًا، بل كان الاهتمام الأوروبي محصورًا بكيفية احتواء إسرائيل للوضع في غزة.

وترى أن هناك ازدواجية في المعايير الأوروبية، حيث يتم تحميل إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد، بينما لا يُتوقع من مصر مثلًا، رغم حدودها مع غزة، أي تدخل يُذكر.

وتتعرض نحمياس لمسألة اللاسامية في أوروبا، مؤكدة أنها لم تختفِ، بل ما تزال متجذرة بعمق في الخطاب الأوروبي، سواء على اليمين أو اليسار. وهي تحذر من رؤية ساذجة تفترض أن هذه الكراهية تُعبّر عنها جهة سياسية واحدة فقط. وتضيف أن مشاركتها في مؤتمر حزب العمال البريطاني عام 2018 وخطابها ضد جيريمي كوربن، أوضح لها أن العداء لإسرائيل متغلغل حتى في أوساط تعتبر نفسها "تقدمية".

وتربط الكاتبة هذا العداء بجذور تاريخية، مثل الشعور بالذنب الأوروبي تجاه الاستعمار وتجاه الهولوكوست، وترى أن هناك نوعًا من "التكفير" الغريب، يتم من خلال مهاجمة إسرائيل والتقليل من شرعيتها.

وتلفت النظر إلى أن أوروبا نفسها اليوم منقسمة ومضطربة، وأن هناك حكومات يمينية ويسارية تتأرجح في سياساتها بفعل التغيرات الديمغرافية الناجمة عن الهجرة، مؤكدة أن هذا الواقع يعقّد أكثر من أي وقت مضى إمكانية فهم مواقف أوروبا تجاه إسرائيل.

وفي نظرة نقدية للداخل الإسرائيلي، تتساءل نحمياس: وماذا تفعل إسرائيل لمواجهة هذا الواقع؟ وتعتبر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية أسهمت في إضعاف موقف الدولة خارجيًا بسبب سلسلة تصريحات غير مسؤولة من وزراء، وسلسلة خطوات أضعفت استقلالية الجهاز القضائي، وهو ما كان يمثل "حبّة المهدئ" لإسرائيل أمام تقارير وجهود ضغط دولية.

وتحذر الكاتبة من سيناريو بالغ الخطورة، يتمثل في أن تُطرح في مجلس الأمن دعوة لوقف الحرب، ولا تستخدم الولايات المتحدة – بقيادة ترامب – حق النقض، فتترك إسرائيل وحيدة في مواجهة قرار دولي.

وتعبّر نحمياس عن مرارة من شعور بالعزلة بعد هجمات 7 أكتوبر، وصواريخ إيران واليمن ولبنان، وترى أن العالم لم يدرك بعد مستوى التهديد الذي تواجهه إسرائيل. لكنها تعود لتؤكد أن الرد يجب أن يكون عبر عمل دبلوماسي رصين، يقوده مكتب رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي ووزارة خارجية فعالة لا تكتفي بـ"تغريدات بائسة"، بل تسعى إلى تهدئة الأجواء واستعادة مكانة إسرائيل في العالم.

وتختم الكاتبة المقال بإشارة رمزية مؤثرة إلى الطفل دافيد كونيو، الذي يبلغ اليوم عامه الثاني في الأسر، داعية إلى أن يكون الفعل السياسي المقبل هو استعادة المخطوفين، واستعادة إسرائيل لدورها كدولة نامية، متقدمة، ومتعددة الانتماءات، لا مجرد دولة محاصرة في ركن من أركان السياسة الدولية.

بكلماتها، تصوغ إيليت نحمياس دعوة لإسرائيل بأن تُعيد حساباتها في الداخل والخارج، وتتصرّف كدولة مسؤولة تسعى إلى ترميم علاقاتها الدبلوماسية لا إلى إدارة أزمة دائمة معها.

الأكثر شيوعاً