مقال اليوم: ماذا سنقول لأولادنا عن غزة؟

مقال اليوم: ماذا سنقول لأولادنا عن غزة؟
مقال اليوم كتبه الدكتور دوتان هاليفي ونشرته صيحفة "يديعوت احرونوت" تحت عنوان "ماذا سنقول لأولادنا عن غزة"، يصف الكاتب صورة قاتمة عن الأوضاع في قطاع غزة
مساعدات انسانية
مساعدات انسانية

في مقاله المنشور بصحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "ماذا سنقول لأولادنا عن غزة"، يرسم الدكتور دوتان هاليفي صورة قاتمة للوضع في القطاع، مشيرًا إلى أن غزة تحوّلت إلى "مكبّ بشري" محاصر، دُمّرت فيه كل مقومات الحياة الأساسية، ولم تعد إسرائيل تملك خطة للتعامل مع أكثر من مليوني إنسان تُركوا بلا ماء ولا غذاء ولا مأوى، بينما يواصل جيش الدفاع "الحفر بين الركام" بحثًا عن آخر صاروخ.

يقول هاليفي إن مطاردة مقاتلي حماس حوّلت القطاع بأكمله إلى "أرض موت"، حيث لا مهرب للمدنيين الذين تُركوا ليموتوا بردًا وجوعًا ومرضًا وتحت القصف، رهائن لسياسات الحكومة الإسرائيلية. وفي كل يوم إضافي من الحرب، يُنتشل أطفال من تحت الأنقاض، ويُترك المختطفون الإسرائيليون يتآكلون في الأنفاق، فيما يغرق المجتمع الإسرائيلي في حالة من التبلّد الأخلاقي أمام مشهد "الرعب الذي نصنعه بأيدينا".

يقرّ الكاتب بأن العار قد التصق بسياسة إسرائيل، ولن يزول، وسيلاحقها الناجون من غزة في كل مكان، محذرًا من لحظة سيأتي فيها الأبناء ليسألوا آباءهم: أين كنتم حين دُمرت غزة؟ ماذا فعلتم عندما مات الأطفال في الخيام، وتجمدوا من البرد، وأكلوا علف الحيوانات للبقاء؟ ماذا سنقول لهم حين يسألون عن المستشفيات التي اقتحمتها الدبابات، والمدارس التي أحرقت، والمباني التي قُصفت بأوامر من منظومة ذكاء اصطناعي؟

يتابع الكاتب بسخرية مُرّة قائلاً: ربما سنخبرهم عن المسلسلات التي تابعناها في تلك الليالي، أو عن أماكن الترفيه التي قضينا فيها وقتنا، في حين تُرك مئات الأشخاص تحت الأنقاض بلا إنقاذ. يتساءل: كيف سنقنع أبناءنا أننا لم نرَ كل ذلك، بينما كانت "هذه الفظائع تُوثق وتُحتفل بها" على إنستغرام وتيك توك؟

هاليفي لا يترك موضعًا للحياد، ويصرّح بوضوح: "كل من يدعم استمرار الحرب الآن، فهو يدعم موت سكان غزة"، مضيفًا أن ما شاهدناه خلال عام ونصف من القتال لا يترك مجالًا للشك بأن ما هو قادم سيكون أسوأ، خصوصًا مع ما يخطط له جيش الدفاع من تصعيد جديد ضمن حملة "مركبات جدعون". ويتوقع أن تستمر الكارثة لأشهر طويلة، في ظل غياب أي أفق للفلسطينيين المحاصرين في القطاع.

ينهي الكاتب مقاله بنداء موجّه إلى من تبقّى في داخله ذرة إنسانية، داعيًا إلى الوقوف ضد الحرب، ليس فقط من أجل الفلسطينيين، بل أيضًا من أجل المختطوفين الإسرائيليين أنفسهم. ويختم بتحذير رمزي: "عبارة ’لن يتكرر أبدًا‘ هي الآن – اللحظة التي يجب أن نتحرك فيها".

الأكثر شيوعاً