المقال الذي نشره داني سيترينوفيتش في صحيفة "معاريف" اليوم، يتناول تداعيات رفض إيران المقترح الأمريكي بشأن الملف النووي، ويرى أن هذا الرفض، رغم خطورته الظاهرة، لا يشكّل بالضرورة نهاية للمسار الدبلوماسي.
يرى الكاتب أن رفض طهران لمقترح واشنطن بعد أربع جولات من المفاوضات ليس مفاجئًا، لأن المقترح يطالب إيران بتجميد تخصيب اليورانيوم دون الاعتراف بحقها في التخصيب على أراضيها، كما أن تخفيف العقوبات المقترح لم يكن تلقائيًا بل مشروطًا بخطوات إيرانية. ومع ذلك، يشير إلى أن النظام الإيراني بقيادة علي خامنئي يتمسك بـ"الخط الأحمر" المتمثل في حق إيران بالتخصيب على أراضيها، ويواصل المطالبة برفع العقوبات مقابل بعض التنازلات النووية المحدودة.
يطرح الكاتب احتمال أن يفضي هذا الرفض إلى تصعيد عسكري من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، خاصة في ظل التهديدات التي يطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه يعتبر أن هذا التصعيد ليس الخيار المفضل لدى الأطراف، وأن هناك فرصًا واقعية لاستئناف التفاوض برعاية سلطنة عمان التي تؤدي دور الوساطة.
ومن خلال تحليل بنود المقترح الأمريكي، يلاحظ الكاتب تقاربًا غير معلن بين موقفي الطرفين، حيث أن واشنطن قد تكون مستعدة لقبول نوع من التخصيب الإيراني، رغم تصريحاتها العلنية. هذا التقارب، وإن لم يضمن اتفاقًا فوريًا، إلا أنه يقلل من احتمالية التصعيد المباشر ويدفع باتجاه مزيد من جولات التفاوض.
يحذر المقال من عامل الزمن كعنصر ضغط حاسم، مشيرًا إلى أن عدم التوصل لاتفاق في المدى القريب قد يدفع الدول الأوروبية الثلاث (E3) إلى تفعيل آلية "سناب-باك"، ما يعني إعادة فرض العقوبات الأممية، وهو تطور قد يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ويزيد من خطر المواجهة المباشرة مع واشنطن.
ويخلص الكاتب إلى أن الرفض الإيراني الحالي لا يجب اعتباره نهاية للمسار السياسي، خاصة أن الهوة بين الطرفين ليست عميقة كما تبدو. لكنه يشير أيضًا إلى أن حكومة إسرائيل، التي ترفض أي اتفاق لا يشمل تفكيك كامل لبنية التخصيب الإيرانية، يجب أن تكون قلقة رغم الموقف السلبي الإيراني المبدئي، لأن اتفاقًا قد يلوح في الأفق يسمح لطهران بالاحتفاظ بقدرات تخصيب محلية.
