في مقال ناري نشره الكاتب درور إيدار في صحيفة "يسرائيل هيوم"، ينتقد فرنسا بشدة على خلفية مؤتمرها الأخير الذي يمنح – بحسب رأيه – شرعية دولية لإبادة إسرائيل عبر اعتراف مرتقب بالدولة الفلسطينية.
ويعتبر الكاتب أن على إسرائيل أن تتبنى سياسة "صفر تسامح" تجاه هذه الخطوة، خصوصًا في أعقاب مجزرة السابع من أكتوبر، التي نفذتها حماس – بدعم ضمني، كما يقول، من السلطة الفلسطينية التي تواصل دفع الرواتب لمنفذي العمليات حسب عدد اليهود الذين يقتلونهم.
إيدار يضع هذا الموقف الفرنسي في سياق أوسع من "التقليد الأوروبي المشين" باستخدام اليهود كـ"كبش فداء" لصرف الأنظار عن فساد السلطة أو فشلها الداخلي. ويزعم أن فرنسا أصبحت "دولة محتلة" بملايين المسلمين، وأن الرئيس ماكرون يسعى، من خلال تبنّي موقف عدائي لإسرائيل، إلى استرضاء "البرابرة"، على أمل أن يحرقوا ويكسروا وينهبوا أقل مما اعتادوا.
لكن هذه السياسة، بحسب الكاتب، لا تُجدي نفعًا، فمعدلات معاداة السامية في فرنسا "بلغت ذروة تاريخية"، مع تسجيل زيادة بنسبة 185% في الحوادث المعادية لليهود منذ 7 أكتوبر وفقًا لتقرير رابطة مكافحة التشهير. كما أن نحو 20% من يهود فرنسا قاموا بإزالة أي مؤشرات لهويتهم اليهودية من ملابسهم أو منازلهم خوفًا من الاعتداءات، ويتساءل إيدار متهكمًا: "لماذا تبقون هناك؟ عودوا إلى وطنكم – إسرائيل". ويشير إلى أحداث العنف التي شهدتها باريس في نهاية الأسبوع الأخير، بما فيها تخريب معابد يهودية و"مذابح" على يد مسلمين غاضبين.
وبناء على هذا الوضع، يدعو إيدار الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات صارمة، مثل استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس للتشاور، وتوبيخ السفير الفرنسي في تل أبيب، بل وحتى الدفع نحو إدانة فرنسا في الأمم المتحدة لانتهاكها حقوق الإنسان ضد اليهود. فالقوانين الدولية التي وُضعت عقب الهولوكوست لحماية اليهود، أصبحت – كما يرى – أدوات تُستخدم ضدهم الآن، وإسرائيل مطالبة بإعادتها إلى هدفها الأصلي.
الكاتب لا يتردد في تحميل فرنسا مسؤولية "تشجيع قتل اليهود التالي"، عبر ما يسميه "سياسة المكافآت" مقابل الدم. ويقترح إرسال رسالة صريحة للإعلام العالمي تعرب فيها إسرائيل عن قلقها العميق على حقوق اليهود في فرنسا، بل ويقترح – بسخرية لاذعة – أن توقظ زوجة ماكرون زوجها قائلة: "الجمهورية الفرنسية في خطر، لكنك اخترت الحرب على اليهود بدلًا من الدفاع عنهم".
ويختم إيدار مقاله برسالة فكرية وأيديولوجية، معتبرًا أن من لا يؤمن بعدالة قضيته سيواصل ابتلاع الإهانات. ويستشهد بتخوف يعقوب التوراتي من لقاء عيسى، لأنه لم يكن واثقًا من عدالة موقفه، ويذكّر بقول الشاعر ألتيرمان بعد حرب 1967 عن محاولة "الشيطان" تدمير إسرائيل من خلال طمس وعيها بعدالة قضيتها. كما يستعيد قصة بنياهو بن يهوياداع الذي قتل خصمه المصري بسلاحه، ليستخلص أن الوقت قد حان "لضربهم بأدواتهم"، واستخدام الوسائل القانونية والسياسية الغربية ذاتها ضد أصحابها، دفاعًا عن الدولة اليهودية.