في مقال رأي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وجّه البروفيسور آساف ميدني نقدًا لاذعًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحت عنوان لافت: "سيد نتنياهو، الشعب يتململ، ألا تلاحظ؟".
يرى الكاتب أن العالم دخل فجرًا جديدًا بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، متوقعًا أن يصمد هذا التفاهم وأن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات. ويعتبر أن هذا التطور يُعد انتصارًا مزدوجًا لكل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، فقد كان الرهان على التصعيد محسوبًا – لا لإسقاط النظام الإيراني ولا لوقف مشروعه النووي بالكامل، بل لتأخيره عدة سنوات، وهو ما تحقق، بحسب ميدني.
الكاتب لا يُنكر"المكاسب الردعية" التي حصدتها إسرائيل، إلى جانب تعزيز الدور الأميركي الحاسم في الشرق الأوسط، ويمنح نتنياهو وترامب حق تسجيل هذا الإنجاز في رصيدهما. لكنه يتساءل بعد ذلك: وماذا الآن؟ هل تكفي هذه الإنجازات؟ ترامب انسحب من المشهد بعد أن نال ما أراد، وسيعود لاحقًا ليتحدث عن السلام. أما نتنياهو، فهو عالق في حسابات معقدة لا تتعلق بالاستراتيجية بقدر ما تتعلق ببقائه السياسي.
نتنياهو، برأي ميدني، يفكر بمنطق الانتخابات والبقاء، ويعتبر أن الدورة الشتوية للكنيست ستكون حاسمة في مستقبله، ما يعني أنه يحتاج إلى المزيد من الإنجازات. صحيح أن الملف الإيراني يمنحه رصيدًا مهمًا، لكن ذلك غير كافٍ.
ويضيف الكاتب أن الاقتصاد أيضًا قد يشكل ورقة رابحة في يد نتنياهو، ولو مرحليًا، مشيرًا إلى استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية بنسبة 3% من الناتج المحلي في عام 2023، وتراجع البطالة إلى 2.6%، ونمو بنسبة 1% في 2024. هذه الأرقام، في نظر نتنياهو، تُعزز صورته كقائد مسؤول.
لكن في المقابل، سيتعيّن على نتنياهو تفسير سلسلة من الإخفاقات الثقيلة، منها: فشله في إنهاء الحرب على غزة، وعدم التقدم في معالجة قضية "تقاسم العبء"، بحيث بقيت فئات قليلة تتحمل أعباء الخدمة والعمل، وتعطيل التعيينات الحكومية، وغياب لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر، فضلًا عن ملف الإصلاح القضائي الراديكالي، وقضاياه الجنائية، واستمرار الخطاب المنقسم داخل المجتمع.