مقال اليوم: " التطبيع مع السعودية، ليس هل بل متى"

مقال اليوم: " التطبيع مع السعودية، ليس هل بل متى"
مقال اليوم للكاتب جلال بنا ونشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" وفيه يؤكد الكاتب على حتمية تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية وان السؤال المطروح متى سيتم ذلك وليس هل سيتم ذلك.
الامير تميم والرئيس ترامب
الامير تميم والرئيس ترامب

 في مقاله المنشور في صحيفة "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "التطبيع مع السعودية، ليس هل بل متى"، يرى الكاتب جلال بنا أن عملية التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، لم تعد مسألة محتملة، بل قضية وقت فقط. وبرأيه، فإن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج قبل نحو شهرين، وما دار فيها من نقاشات خلف الأبواب المغلقة، تؤكد أن الملف بات ناضجًا سياسيًا واستراتيجيًا.

يذهب بنا إلى القول إن ترامب يطمح لتحقيق إنجاز دبلوماسي غير مسبوق يُضاف إلى إرثه السياسي، ويضع أمامه هدفًا واضحًا: التوقيع على اتفاق تطبيع مع السعودية وربما دول أخرى خلال الأشهر القريبة، شريطة ألا تطرأ مفاجآت كبيرة، مثل انتخابات مبكرة في إسرائيل أو تغييرات دراماتيكية في أنظمة بعض الدول العربية.

والمفارقة التي يلفت إليها الكاتب أن الاتفاق الأقرب للتوقيع حاليًا ليس مع الخليج، بل مع دول مجاورة لإسرائيل مثل سوريا ولبنان والعراق، إلى جانب دول أفريقية. ووفق جلال بنا، فإن النظام السوري – وتحديدًا في عهد الرئيس الجديد لسوريا، الجولاني – هو الأكثر انخراطًا في مسار التطبيع، رغم أن سوريا الرسمية في العهود السابقة كانت من أشد المعارضين لأي تسوية منفردة مع إسرائيل.

ويقول الكاتب إن الجولاني ربط مصير بلاده بدول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات، عبر تدفق استثمارات ضخمة إلى الداخل السوري، وهي دول تؤيد التطبيع وترى فيه مدخلًا نحو اعتراف رمزي بدولة فلسطينية مقابل اتفاق شامل. وبعد اللقاء الذي جمع الجولاني بالرئيس ترامب في السعودية، دخلت إسرائيل وسوريا في مفاوضات وصفتها مصادره بأنها "متقدمة جدًا".

وفيما يخص الجولان، يطمئن الكاتب قراءه الإسرائيليين بأن لا انسحاب مرتقب، بل يُطرح نموذج جديد يعتبر الجولان "منطقة حرة" تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، مع السماح للدروز هناك بالحفاظ على هويتهم السورية لمن يرغب.

ومن الخطوات اللافتة التي اتخذها الجولاني بحسب المقال، قراره بمنع وسائل الإعلام السورية من استخدام تعبير "العدو الصهيوني"، وافتتاح وحدة إعلامية ناطقة بالعبرية ضمن وكالة الأنباء الرسمية السورية، موجّهة لصنّاع القرار في إسرائيل لا إلى جمهورها. كما أرسل الجولاني إلى إسرائيل، دون مقابل، أرشيف الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين.

ويرى جلال بنا أن للجولاني مصلحة شخصية وسياسية في التطبيع، إذ يسعى إلى غسل ماضيه المرتبط بتنظيم "داعش"، وتقديم نفسه كشخصية معتدلة تستجيب لطلب ترامب ودول الخليج، ما يمنحه شرعية واستقرارًا سياسيًا في ظل استثمارات بمليارات الدولارات.

برأي الكاتب، معظم تفاصيل الاتفاق باتت جاهزة، وما يؤخر التوقيع فقط هو الحرب الجارية في غزة، الأمر الذي يفسر – من وجهة نظره – إصرار ترامب على إنهاء هذه الحرب. ويختم جلال بنا مقاله بالقول إن انضمام السعودية والعراق ولبنان ودول أخرى إلى اتفاق جديد سيكون بمثابة المرحلة الثانية من "اتفاقات أبراهام"، ما يُنذر – على حد تعبيره – بتغيير جذري في وجه الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة في تاريخه.

الأكثر شيوعاً