في مقاله المنشور في صحيفة "معاريف" تحت عنوان "العرض الذي قد يدفع نتنياهو للاستقالة"، يعرض الكاتب آفي غيل طرحًا جريئًا ومفاجئًا حول مستقبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقترح مخرجًا دراماتيكيًا من الساحة السياسية عبر انتقاله إلى منصب رئاسة الدولة.
يرى غيل أن اليسار الإسرائيلي لا يزال عاجزًا عن تقبّل إنجازات نتنياهو، رغم أن الرجل الذي طالما احتُقر من قبلهم، هو من رسم طريق "الشرق الأوسط الجديد"، ومن أجهض عمليًا "طوق الموت الإيراني" الذي التف حول إسرائيل.
في نظره، نجح جيش الدفاع وجهاز الموساد تحت قيادة نتنياهو في تحقيق انتصارات مذهلة أعادت لإسرائيل قوة الردع التي فُقدت في مجزرة 7 أكتوبر، وأن المستقبل قد يحمل صعوبات، لكن المؤرخين – حتى أشدهم انتقادًا لنتنياهو – لن يتمكنوا من إنكار ريادته القيادية.
غيل يرى أن مرحلة "حرب الاستقلال الثانية"، على حد وصف نتنياهو، تقترب من نهايتها، ويليها ما يسميه "مرحلة الترميم". في هذه المرحلة، تحتاج إسرائيل إلى قيادة قادرة على رأب الانقسامات، وإعادة الثقة، وجسر الهوات المجتمعية – وكل هذه المهام، بحسب غيل، لا يمكن لنتنياهو أن ينجزها. ففي سن السادسة والسبعين، وبعد أن حقق جزءًا كبيرًا من "مهمة حياته" المتمثلة بإزالة التهديد الإيراني، يقف نتنياهو بين خيارين.
الخيار الأول هو الاستمرار في الساحة السياسية، بما في ذلك المثول أمام المحكمة في قضايا الفساد، والتعامل مع الاحتجاجات المتواصلة، والمخاطرة بخسارة انتخابية محتملة، تمامًا كما حصل لتشرشل – الشخصية التي طالما ألهمت نتنياهو. أما الخيار الثاني، الذي يسميه غيل "خيار الإرث الكبير"، فهو الخروج المدروس من الحياة السياسية، عبر صفقة منظمة، تمهّد الطريق لنتنياهو لاعتزال السياسة وهو في ذروة إنجازه، ليُحفظ له اسمه كقائد واجه التهديدات، وبنى القدرات، وتحدّى المشكّكين، وأنقذ إسرائيل من كارثة.
غيل يرى أن الشخص الوحيد القادر على تمكين هذا الخيار هو الرئيس يتسحاق هرتسوغ، الذي لا يجب أن يكتفي بدعمه المعروف لصفقة الادعاء، بل عليه أن يقود مبادرة جديدة وجريئة: اقتراح تعيين نتنياهو رئيسًا لدولة إسرائيل.
بحسب المقال، فإن انتقال نتنياهو إلى الرئاسة يمنحه منصة وطنية رمزية، يمكنه من خلالها توظيف خبرته وعلاقاته الدولية وسيرته السياسية. على مدار سبع سنوات من الولاية الرئاسية، سيُتاح له التحوّل من شخصية خلافية إلى شخصية جامعة. هذه الخطوة قد تهيّئ أيضًا المناخ السياسي والقانوني لإنهاء محاكمته، خاصة في ظل وجود اجتهادات قانونية ترى أن الرئيس يتمتع بحصانة من الملاحقة الجنائية. كما أن تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات السابع من أكتوبر سيكون أسهل تحت هذا الإطار التصالحي.
ويقترح غيل أن هرتسوغ، في حال تنحيه المبكر عن منصبه لصالح نتنياهو، سيكسب بالمقابل إرثًا قياديًا خاصًا به، ويتحوّل من رئيس باهت إلى رجل دولة قدّم تضحيات نبيلة لأجل رأب الصدع المجتمعي في إسرائيل. هذه الخلفية قد تعبد له الطريق للعودة إلى السياسة، خاصة أن القانون يتيح له الترشح لرئاسة الحكومة. بذلك، تصبح "مبادرة التبديل" فرصة لنتنياهو لنسج إرثه، ولهرتسوغ لبناء مستقبله، وللمجتمع الإسرائيلي كي يتنفس الصعداء بعد سنوات من الانقسام السياسي والتأزم المستمر.