مقال اليوم: "لاستبدال نتنياهو عليكم التوجه للأحزاب العربية"

مقال اليوم: "لاستبدال نتنياهو توجهوا للأحزاب العربية"
مقال اليوم بقلم الكاتب الصحفي دان بيري ونشرته صحيفة "معاريف" وفيه يدعو أحزاب اليسار ويسار الوسط في البلاد الى التوجه منذ الآن الى الأحزاب العربية من اجل استبدال نتنياهو
مؤلف دان بيري مؤلف دان بيري
عباس مع بينيت ولبيد
عباس مع بينيت ولبيد

في مقاله المنشور اليوم في صحيفة "معاريف"، تحت عنوان "لاستبدال نتنياهو عليكم التحدث إلى الأحزاب العربية"، يدعو الكاتب دان بيري اليسار والوسط الإسرائيلي إلى التخلّص من الأوهام والاعتراف بأن الطريق الوحيد لإنهاء عهد نتنياهو يمر عبر التعاون مع الأحزاب العربية.

يبدأ بيري مقاله بتفنيد الرواية المتداولة في الإعلام والسياسة والتي تزعم أن نتنياهو يستطيع الحكم بأقل من 61 مقعدًا لأن "العرب لا يُحتسبون". ويصف هذه الرواية بأنها كذبة وتعبير عن روح انهزامية تساعد في إبقاء نتنياهو على رأس السلطة. ويشبّه هذا التبرير بمن يحاول الصعود إلى طائرة من دون تذكرة.

يعود الكاتب إلى عام 2019 عندما حاز بني غانتس على دعم 65 نائبًا من كتل الوسط واليسار، بما فيها القائمة المشتركة، لكنه خضع – بحسب بيري – لحملة تخويف من نتنياهو تتعلق بـ"غياب الأغلبية اليهودية"، وتنازل عن فرصة حقيقية لتشكيل حكومة كانت ستُنهي فترة حكم نتنياهو الطويلة. ويُذكّر بيري بأن اليمين نفسه لا يتردد في ضم الحريديم إلى تحالفاته رغم التباينات الأيديولوجية، فلماذا يتردد الوسط واليسار في قبول الدعم العربي، حتى لو من خارج الحكومة؟

يُشير بيري إلى أن الحكومات الإسرائيلية لم تقم منذ عام 1973 من دون شكل من أشكال دعم الأحزاب العربية. وهو لا يدعو إلى منح هذه الأحزاب حقائب أمنية أو توقّع دعمها للعمل العسكري، بل الاكتفاء بدعمها الخارجي في إطار تحالف سياسي أوسع. ويستشهد بتجربة حكومة بينيت-لبيد التي ضمت "الموحدة" كشريك رسمي، من دون أن تنهار السماء – كما يصف الأمر ساخرًا.

ويرى بيري أن استمرار تجاهل الصوت العربي هو خضوع لمنطق نتنياهو، وهو ما يعني تسليم مفاتيح الحكم لليمين المتشدد. ويُحذّر من أن هذا التهميش ليس فقط غير أخلاقي أو عنصري، بل أيضًا انتحاري من الناحية السياسية. ويتساءل: كيف يُتوقّع من شاب عربي أن يؤمن بالمشاركة السياسية، بينما يُهدّد أحد أبرز ممثليه، أيمن عودة، بفقدان حصانته البرلمانية لمجرد كونه رمزًا للشراكة اليهودية-العربية؟ ويصف خطوة إسقاط الحصانة عنه بأنها دليل على حجم الانهيار في علاقة الدولة مع مواطنيها العرب.

كما يستند بيري إلى تجربته الشخصية، ويشير إلى معرفته العميقة بالمجتمع العربي من خلال عمله في منظمة "بكرا" في الناصرة، حيث تعرّف على أشخاص "يريدون فقط أن يكونوا جزءًا من الدولة". ويشدّد على أن الحل لا يكون بالإقصاء، بل بالاحتضان.

ويختم دان بيري مقاله بالتحذير من الانفجار الديمغرافي في المجتمع الحريدي، الذي يرى أنه أحد نتائج خطأ بن غوريون التاريخي بالسماح لأنظمة تعليمية منفصلة للمتدينين.

ويدعو الكاتب إلى شراكة حقيقية مع العرب بوصفهم مكونًا أساسيًا في إسرائيل الحديثة. ويقتبس من التراث اليهودي ليختم بجملة لافتة: العرب هم "حمار المسيح" – ليس بمعناها المهين، بل كتعبير عن محورية الدور الذي يُمكن أن يلعبوه في خلاص إسرائيل السياسي والاجتماعي.

Populars