مقال اليوم: "الأصوات حوثية والصواريخ إيرانية"

مقال اليوم: "الأصوات حوثية والصواريخ إيرانية"
مقال اليوم بقلم البروفيسور إيال زيسر ونشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" وفيه يرى البروفيسور ريسر ان النصر الإسرائيلي لن يكتمل إلا بعد التعامل بجدية مع التهديد الحوثي
مؤلف إيال زيسر - يسرائيل هيوم مؤلف إيال زيسر - يسرائيل هيوم
الحوثيون
الحوثيون

في مقاله اليوم بصحيفة "يسرائيل هيوم"، يرى البروفيسور إيال زيسر أن صفقة التبادل المحتملة مع حماس قد تفضي إلى إنهاء الحرب الدائرة في غزة، تلك الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. ويشير إلى أن قوة حماس العسكرية ومؤسسات حكمها في القطاع قد "سُحقت" على يد إسرائيل، وأن من المشكوك فيه أن تتمكن من إعادة بنائها في المستقبل القريب، رغم استمرار عناصرها في التجول بين الأنقاض.

أما في الجبهة الشمالية، سواء في سوريا أو لبنان، فيؤكد زيسر أن إسرائيل ما تزال تحتفظ بزمام المبادرة وبهيمنة عسكرية كاملة، فيما تلقت إيران، بحسب تعبيره، ضربة موجعة في الحرب القصيرة الأخيرة وخسرت موطئ قدمها على شواطئ البحر المتوسط.

لكن رغم هذه الإنجازات، يرى زيسر أن النصر الإسرائيلي لن يكون كاملًا ما لم يتم التعامل بجدية مع الجبهة السابعة – اليمن. فالهجمات الحوثية، برأيه، لم تعد مجرد إزعاج عابر في ساعات الفجر، بل تحوّلت إلى تهديد له أبعاد اقتصادية وأمنية. فالصواريخ تُعترض في الجو ولا تُحدث أضرارًا مادية، لكن إسرائيل، كما يقول، تدفع ثمنًا باهظًا على المستويين الاقتصادي والأمني، يتمثل أساسًا في تعطيل حركة الملاحة نحو البحر الأحمر وشل ميناء إيلات، إلى جانب ضرر اقتصادي جسيم يطال مصر.

زيسر يحذر من أن تساهل إسرائيل إزاء الاعتداءات الحوثية يُرسل إشارات ضعف من شأنها أن تشجع الحوثيين على المضي قدمًا، بل وربما توسيع دائرة التهديد لتشمل الطيران المدني الإسرائيلي وغيره، وليس فقط السفن. وهو يرى أن ذلك يُهدد على المدى البعيد مكانة إسرائيل وصورتها الردعية.

ويضيف الكاتب أن الصورة النمطية للحوثيين كمجموعة بدائية تحكم أرضًا متخلفة لم تعد دقيقة، إذ باتوا يمتلكون منظومة متطورة من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تسلموها من إيران، ويستخدمونها بكفاءة رغم الضربات التي يتلقونها. ويرى أن الرد الإسرائيلي على تلك الهجمات كان حتى الآن "جزئيًا ومتلعثمًا"، يُستخدم لأغراض إعلامية ومعنوية أكثر من كونه وسيلة حقيقية للحسم.

ويسخر زيسر من التصريحات المتكررة لوزير الأمن، مثل قوله "ما ينطبق على طهران ينطبق على صنعاء"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تكتفي بضربات متفرقة كل بضعة أسابيع لا تُحدث أثرًا حقيقيًا على القدرات العسكرية أو الاقتصادية للحوثيين. ويعرب عن قلقه من أن تكون المؤسسة الإسرائيلية تراهن على أن تهدئة في غزة ستقود تلقائيًا إلى تهدئة في اليمن، دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة هناك.

ويختم زيسر مقاله بالتشديد على أن الحوثيين لا يقاتلون لأجل غزة، بل من أجل مصالحهم الداخلية والإقليمية، وتحقيق نفوذ أكبر في العالم العربي والإسلامي، ولضمان استمرار الدعم الإيراني. ويؤكد أن إنهاء الحرب في غزة لن يُنهي بالضرورة هجماتهم، ما يفرض على إسرائيل "خلع القفازات" والاستعداد، كما فعلت تجاه إيران، لحرب حقيقية ضد الحوثيين، لأن الخطر الذي يُشكلونه، على حد تعبيره، لن يزول من تلقاء نفسه، و"لا يتعلق فقط بساعات النوم المهدورة".

Populars