نشرت الكاتبة نافا درومي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالًا بعنوان "ماذا نفعل في غزة حتى الآن؟"، اعتبرت فيه أن تساؤل بعض الأوساط حول جدوى استمرار الحرب في غزة، رغم عدم تحقيق أهدافها، يعكس نزعة قديمة للبحث عن إنهاء القتال بأي ثمن.
وأوضحت درومي أن من يدعون الآن لوقف الحرب هم أنفسهم الذين تمنّوا إنهاءها منذ وقت طويل، قبل اغتيال حسن نصرالله في لبنان ويحيى السنوار في غزة، وقبل الضربة في إيران.
ورأت الكاتبة أنه إذا وضعنا جانبًا مسألة وجود مختطفين إسرائيليين لدى حماس واستمرار الأخيرة في رفع شعار القضاء على إسرائيل، فقد يبدو أنه لم يعد هناك ما يُبرر البقاء في غزة. لكن بمجرد أخذ هذه الحقائق بالحسبان، يصبح من الضروري ــ وفق قولها ــ مواصلة القتال وتصعيد الضغط، لأن هذه أسباب كافية للاستمرار. وبيّنت أن جيش الدفاع والحكومة سعوا منذ البداية لتحقيق هدفين متوازيين: تدمير حماس وإعادة المختطفين.
وأضافت درومي أن الحرب في غزة كان يمكن أن تنتهي منذ زمن لو لم يكن هناك أسرى، لكنها لم تنتهِ لأن مصيرهم ما زال غامضًا. واستشهدت بتلميحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة، حيث قال إن حماس لن تتنازل عن المختطفين لأنها تدرك أن نهايتها ستقترب بمجرد عودتهم. وأشارت إلى أن امتناع إسرائيل حتى الآن عن شن عمليات كبرى في غزة، خاصة في مخيمات اللاجئين ومركز القطاع، يعود إلى وجود معلومات استخبارية عن مختطفين هناك.
وبحسب درومي، فإن انهيار مفاوضات التهدئة مؤخرًا دفع الجيش لطرح بدائل عسكرية جديدة، بينها تطويق مدينة غزة وتجزئتها، أو شن عملية شاملة لاحتلال القطاع بأكمله. ولذلك، ترى أن المزاعم القائلة بعدم وجود خيارات عسكرية أخرى "خالية من أي أساس"، ولا تعكس سوى عودة لنهج الاستسلام والقبول بالتنازلات الذي سبق السابع من أكتوبر.
وختمت بالقول إن التحدي الأخلاقي في استمرار الحرب حقيقي، لكنه لا يقارن بخيار الاستسلام ووقف القتال، الذي يعني التخلي عن هدفي الحرب المركزيين: القضاء على حماس وإعادة المختطفين، وهو ما وصفته بأنه عودة إلى الأسباب التي قادت لمجزرة 7 أكتوبر.