نشرت صحيفة "معاريف" مقالاً للدكتور يانيف ليفتان بعنوان "إسرائيل تتعرض لهجوم إعلامي"، يحذر فيه من تفوق حماس على الساحة الإعلامية والتوعوية الدولية، مقابل غياب شبه كامل لإسرائيل عن هذا الميدان.
ليفتان يرى أن ما تقوم به حماس اليوم في الفضاء الإعلامي يشبه ما فعله سلاح الجو الإسرائيلي في سماء إيران، حيث يدير التنظيم حملة حرب نفسية مركزة حول "عنصر الجوع"، مستخدمًا كل أذرعه الدعائية وقدرته على التأثير في الإعلام العالمي.
ويؤكد الكاتب أن العالم مذهول من صور قاسية خارجة من غزة، بعضها حقيقي وبعضها مفبرك، لكن المسألة ليست في صدقيتها بقدر ما هي في كيفية تلقّيها. "المشاهد المعروضة على الشاشات هي التي تصنع الواقع"، يكتب ليفتان، موضحًا أن من يوفّر الصور يسيطر على السردية.
وبحسب المقال، يعيش العالم اليوم صورة صراع بين "داود وجالوت"، لكن إسرائيل تجد نفسها في الجانب الخاطئ من هذه المعادلة. وفي معركة الوعي، كما يقول ليفتان، "حماس تلعب في ملعب فارغ، بينما إسرائيل غائبة عن هذه اللعبة".
ويذكّر الكاتب بيوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حين نفذ آلاف المسلحين من حماس مجزرة مروعة بحق مدنيين داخل إسرائيل. برأيه، بينما انشغلت إسرائيل بالصدمة والحداد ولم تعرض للعالم فظائع ما جرى، كان حماس قد بدأ حملة إعلامية معدّة سلفًا، فاندلعت مظاهرات مؤيدة له في أنحاء مختلفة من العالم حتى قبل أن يشاهد الناس صور ضحايا كيبوتس بئيري. منذ ذلك الحين، كما يوضح ليفتان، "العالم نسي جرائم حماس لأنه يتغذى باستمرار على صور معاناة غزة".
ويشير المقال إلى أن التاريخ يقدم نماذج لانتصار من يفهم قوة المعركة على الوعي: بريطانيا في الحرب العالمية الأولى شنت حملة دعائية أقنعت الولايات المتحدة بالانضمام للقتال ضد ألمانيا، وهو ما حسم الحرب. كذلك، خلال حرب فيتنام، استطاع "الفيتكونغ" أن يغير المزاج العالمي من خلال صور أيقونية مثل "طفلة النابالم"، التي تركت أثرًا بالغًا على الرأي العام الأميركي والعالمي وأضرت بالحملة العسكرية الأميركية.
ليفتان يختم بأن إسرائيل اليوم "تتخلى عن ساحة المعركة الإعلامية" في لحظة مفصلية، محذرًا من أن استمرار هذا النهج سيعني ترك السردية العالمية بيد خصومها دون أي مواجهة حقيقية.