يتناول الكاتب الصحفي أورن سيتر في مقاله المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان "أين المعارضة، أين الجمهور؟" المشهد الإسرائيلي بعد انهيار المفاوضات الأخيرة، مبرزًا غياب كلمة واحدة عن تصريحات المسؤولين الحكوميين: "فشلنا".
ويقول الكاتب إن تحميل حماس المسؤولية أو الحديث عن المواقف الدولية المعادية أو التلويح بإنذارات جديدة ليس سوى أعذار، إذ إن الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ نحو نصف عام محادثات على أساس تسوية جزئية لإعادة بعض المخطوفين، لكنها فشلت في إنجاز اتفاق.
ويصف سيتر هذا الفشل بأنه "مدوٍ"، موضحًا أن كثيرين – ومن بينهم هو نفسه – حذّروا منذ البداية من هشاشة هذا المسار، لأنه يتعارض مع المصلحة المركزية لحماس، المتمثلة في إنهاء الحرب وهي لا تزال تحتفظ بورقة المخطوفين. حتى لو نجحت الخطة، يضيف الكاتب، فإنها كانت ستثير إشكاليات أخلاقية بسبب "الانتقاء المروّع" بين المخطوفين، فضلًا عن منح حماس فرصة لتعزز قوتها خلال هدنة مؤقتة في ظل مفاوضات أصعب لاحقًا حول إنهاء الحرب.
ويشير إلى أن الحكومة دفعت أثمانًا باهظة، سواء بصحة المخطوفين الذين ظهروا في مقاطع فيديو صادمة، أو بحياة جنود، أو بمكانة إسرائيل الدولية، وفي النهاية النتيجة واحدة: فشل. أما احتمال إحياء التسوية الجزئية من جديد، فيراه الكاتب "ضئيلًا للغاية"، وفق ما تؤكده مصادر سياسية رفيعة.
الحل الواقعي، كما يرى سيتر، هو الدخول في مفاوضات جدية لاتفاق شامل يشمل إعادة كل المخطوفين وإنهاء الحرب. فبحسبه، أغلبية واسعة من الإسرائيليين تؤيد ذلك وتظهره استطلاعات الرأي بوضوح، لكن السبب وراء عدم تنفيذ هذا الحل يكمن في أن مثل هذا الاتفاق سيؤدي إلى سقوط الحكومة وتبكير الانتخابات، وهو ما ترفضه القيادة الحالية التي تقدّم بقاءها السياسي على أي اعتبار آخر.
ويقلّل الكاتب من جدوى التهديدات باجتياح كامل لقطاع غزة، معتبرًا أنه لا يوجد جيش ولا رئيس أركان سيجازفان بخطوة تعرض حياة المخطوفين للخطر المؤكد. ويضيف أن حماس تدرك ذلك تمامًا بعد قرابة عامين من الحرب، وأن النتيجة الوحيدة لهذه التصريحات هي زيادة الألم والمعاناة لعائلات المخطوفين.
وفي خلاصة تحليله "المهني البارد والقلب المثقل"، كما يقول، فإنه طالما بقيت هذه الحكومة على نهجها الحالي، فلن يكون هناك اتفاق شامل، ولن يعود المخطوفون. ويشدد سيتر على أن المعارضة والجمهور ووسائل الإعلام عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة. أما الحل، برأيه، فلا يكمن في المفاوضات فقط، بل في المجال العام السياسي. لكنه يلاحظ أن قيادة المعارضة لا ترتقي إلى مستوى اللحظة ولا تستجيب لإلحاحها، فيما الفجوة هائلة بين الدعم الشعبي الواسع لاتفاق في الاستطلاعات، وبين العدد الضئيل للمشاركين فعليًا في التظاهرات. ويخلص إلى أن مفتاح التغيير يكمن في تحول دراماتيكي وفوري في أداء قادة المعارضة، ومعهم الغالبية الساحقة من الجمهور.