تواصل فرق الإطفاء الإيرانية جهودها صباح اليوم (الأحد) للسيطرة الكاملة على الحريق الضخم في ميناء شهيد رجائي بمدينة بندر عباس، عقب الانفجار الهائل الذي وقع ظهر أمس. ورغم إعلان السلطات تحقيق "سيطرة نسبية"، إلا أن الحريق لا يزال مستمرًا منذ أكثر من 22 ساعة.
التلفزيون الرسمي عرض مشاهد لاستخدام طائرات ومروحيات لإخماد النيران، كما أكدت وسائل الإعلام أن نشاطات جزئية استؤنفت بالميناء.
وفق آخر اعلان رسمي، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 25 شخصًا، فيما بلغ عدد المصابين 800 جريح. ووقع الانفجار عند الظهيرة بالتوقيت المحلي، وهو يوم عمل عادي في إيران. وأظهرت تسجيلات مصورة سحب دخان برتقالية أعقبها تصاعد فطرات دخان ضخمة في السماء.
الانفجار ألحق أضرارًا جسيمة بميناء شهيد رجائي، أكبر موانئ إيران التجارية، مع تضرر مبانٍ ضمن نطاق عدة كيلومترات. صور جديدة أظهرت دمارًا هائلًا لأحد المستودعات، ورجحت التقارير أنه نفس المستودع الذي التقطت فيه كاميرات المراقبة لحظة الانفجار.
وأعلنت خدمات الطوارئ تعليق الدراسة وإغلاق الجامعات والمكاتب ببندر عباس، فيما أوصى وزير الصحة السكان بالبقاء في منازلهم خوفًا من الغازات السامة المنتشرة جراء الحريق.
الى ذلك لم تعلن السلطات الإيرانية رسميًا سبب الانفجار حتى الآن، لكنها أشارت إلى أنه وقع في حاويات تخزين مواد كيميائية بسبب "سوء التخزين"، بحسب مسؤول إدارة الطوارئ حسين ظفاري.
ورجحت مصادر أن الحريق نشب بسبب اشتعال شحنة من مادة "بيركلورات الصوديوم"، وهي مركب أساسي في إنتاج وقود الصواريخ الباليستية، وصلت مؤخرًا إلى الميناء من الصين. وأكد مصدر قريب من الحرس الثوري لصحيفة "نيويورك تايمز" هذه التقديرات.
رغم الحادث الكبير، لا توجد مؤشرات حالية على عمل تخريبي متعمد. الانفجار تزامن مع جولة محادثات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، ما يجعل احتمالية الهجوم المفتعل أمرًا حساسًا للغاية.
وأشار مراقبون إلى أن الحادث قد يكون نتيجة إهمال أو خلل فني، وهو أمر مألوف في البنية التحتية الإيرانية المتداعية بفعل العقوبات والفساد وسوء الإدارة.
ميناء شهيد رجائي يُعد شريانًا اقتصاديًا هامًا لإيران، إذ تمر عبره 70% من وارداتها بما يقدّر بـ80 مليون طن سنويًا. يقع الميناء قرب مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي تمر عبره 20% من تجارة النفط العالمية.
وسبق أن تعرض الميناء لهجوم إلكتروني في عام 2020 نُسب لإسرائيل، تسبب حينها بتعطيل واسع لحركته.
