يسود هدوء حذر في محافظة السويداء، جنوب سوريا، التي تُعد معقل الطائفة الدرزية، بعد اشتباكات مسلحة عنيفة شهدتها عدة بلدات غربي المحافظة واستمرت لساعات. وأفاد التلفزيون السوري بأن الاشتباكات وقعت في قرى كناكر وعِرى ورساس والصورة الكبيرة، وسط حالة من التوتر الشعبي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة المواجهات التي اندلعت على خلفية طائفية في مناطق متفرقة من ريف دمشق، خاصة في جرمانا وصحنايا، بلغت 47 قتيلاً، في واحدة من أعنف موجات العنف الأخيرة في الجنوب السوري.
وفي خضم الأحداث، أصدر الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز قادة الطائفة الدرزية في سوريا، بيانًا لاذعًا هاجم فيه النظام السوري الجديد، مؤكدًا فقدان الثقة به، ومشدّدًا على أن "من حق أي شعب تُرتكب بحقه مجازر أن يطلب الحماية الدولية".
ودعا الشيخ الهجري المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة إلى عدم تجاهل ما يجري في سوريا، مطالبًا بتدخل فوري لوقف الجرائم، ومشيرًا إلى المجازر السابقة، ومنها مذبحة الساحل السوري، كمثال على استمرار سياسة الإفلات من العقاب.
ويأتي هذا التصعيد في ظل حالة من الغضب والاحتقان الشعبي، وسط تزايد الأصوات التي تطالب بتدخل دولي لإنهاء الأزمة السورية التي دخلت عامها الخامس عشر، في ظل غياب أي أفق سياسي للحل.