أعلن السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، الليلة الماضية (الجمعة)، رفضه القاطع لأي اتفاق أمني أميركي مع السعودية لا يتضمن بندًا واضحًا للتطبيع مع إسرائيل، وذلك ردًا على تقارير تحدثت عن تخلي إدارة الرئيس دونالد ترامب عن هذا الشرط.
وكتب غراهام على حسابه في منصة "إكس": "لن أدعم أبدًا اتفاقًا أمنيًا مع السعودية لا يتضمن تطبيعًا مع إسرائيل"، مضيفًا أن هذا التطبيع يمثل "اتفاقًا تاريخيًا من شأنه إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وفتح الطريق أمام مستقبل أكثر إشراقًا للمنطقة".
وتأتي تصريحات غراهام قبيل زيارة مرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يزور السعودية يوم الإثنين المقبل، ضمن جولة سياسية تحمل في طياتها ملفات أمنية وإقليمية حساسة.
في السياق ذاته، قال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، مايك هرتسوغ، في مقابلة إذاعية مع "كان ريشيت ب"، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "ليس مستعدًا لدفع الثمن السياسي اللازم لتحقيق التطبيع"، مشيرًا إلى أن فرصة كهذه كانت ممكنة قبل أشهر، لكنها ضاعت بسبب تردد الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل. وأضاف: "لا أعتقد أن نتنياهو يعارض التطبيع، لكنه ببساطة غير مستعد للتنازلات المطلوبة".
وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت أن إدارة ترامب رفعت مؤخرًا شرط التطبيع من حزمة الشروط الأميركية للموافقة على مشروع نووي مدني سعودي، ما يُعد تحولًا في السياسة الأميركية، بعدما كانت إدارتا جو بايدن السابقة والحالية تضعان التطبيع كجزء مركزي من أي اتفاق نووي مع السعودية.
وفي ظل هذا التغيير، اعتُبر التطبيع مع السعودية خطوة كانت كفيلة بتهدئة مخاوف إسرائيل من سباق تسلح نووي إقليمي، لاسيما مع مطالب الرياض بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.
وكانت قناة "كان 11" قد كشفت أمس أن إسرائيل طلبت من واشنطن ضمانات أمنية في حال الموافقة على هذا المطلب السعودي.
مصادر مطلعة ذكرت أن مسار التطبيع بات مرهونًا بموقف القيادة السعودية، لكنه أيضًا يعكس مدى استعداد حكومة نتنياهو للانخراط في خطوات جادة تجاه التسوية.