كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" صباح الجمعة أن البيت الأبيض يشعر بالإحباط من محاولات إسرائيل التأثير على موقف إدارة ترامب من المحادثات مع إيران، ودفعه نحو تشديد أكبر يشمل الحفاظ على خيار الهجوم العسكري.
وفي الوقت ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر خليجية وإيرانية أن السعودية وجّهت تحذيرًا مباشرًا إلى طهران، تدعوها فيه إلى أخذ عرض الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي جديد على محمل الجد، كوسيلة لتفادي مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
وحسب التقارير، شككت شخصيات أوروبية وأمريكية شاركت سابقًا في المفاوضات مع إيران بقدرة إدارة ترامب على التوصل إلى اتفاق يحدّ بشكل فعال من قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، فإن واشنطن وطهران تعملان حاليًا على بلورة إطار مبدئي للاتفاق، وفق ما نقل عن مسؤول أمريكي رفيع قال إن بلاده تستعد لتقديم "ورقة شروط" تشمل وقف التخصيب.
التحذير السعودي نقله وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في زيارة لطهران الشهر الماضي، حيث التقى مرشد الجمهورية علي خامنئي ومسؤولين كبار، من بينهم الرئيس مسعود پزشكيان ورئيس الأركان محمد باقري. وأكد خالد بن سلمان أن الرئيس ترامب غير مستعد لمفاوضات طويلة، وأن نافذة الدبلوماسية قد تُغلق قريبًا.
المصادر الخليجية أوضحت أن الوزير السعودي شدد على أن التوصل إلى اتفاق مع واشنطن أفضل من مواجهة خطر هجوم إسرائيلي، في ظل وضع إقليمي هش جراء النزاعات في غزة ولبنان.
مصادر في الإدارة الأمريكية قالت إن واشنطن تأمل بأن يؤدي التوصل لإطار اتفاق إلى تهدئة المخاوف الإسرائيلية ودفعها للامتناع عن الخيار العسكري. غير أن مسؤولًا أمريكيًا أقر بوجود خلافات مع إسرائيل بشأن الطريقة المثلى للتعامل مع الملف الإيراني، محذرًا من أن بلاده ستغير نهجها إذا رفضت إيران الشروط المطروحة.
وأشارت مصادر غربية إلى أن أي ضربة عسكرية لن توقف المشروع النووي الإيراني بشكل كامل، بل ستؤخره نحو عام فقط، وستتطلب عمليات متواصلة لتحقيق نتائج ملموسة.
الرئيس الإيراني پزشكيان عبّر عن اهتمام بلاده بإتمام الاتفاق لتخفيف العقوبات الغربية، لكنه في الوقت ذاته تحفظ على مطالبة ترامب بوقف التخصيب، معتبرًا إياها مطلبًا غير مقبول. الأمير خالد من جهته حث طهران على إعادة النظر في سياساتها الإقليمية، مؤكدًا أن المملكة لن تسمح باستخدام أراضيها أو أجوائها في أي عمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي ضد إيران.