نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا شديد اللهجة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متهمة إياه بـ"قيادة حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، وذلك في أعقاب تصريحه بأن "حصارًا إنسانيًا فُرض على قطاع غزة"، خلال زيارته إلى سنغافورة.
وقالت الخارجية في بيانها إن تصريح ماكرون "كاذب فج"، مدعية أن "لا وجود لحصار إنساني"، وإن "إسرائيل تُسهّل إدخال المساعدات إلى القطاع". وهاجمت البيان موقف ماكرون بقولها: "بدلاً من الضغط على الإرهابيين، يريد مكافأتهم بدولة فلسطينية"، ووصفت ذلك بأنه "جائزة" لحماس التي نفذت هجوم 7 أكتوبر.
يأتي التصعيد الإسرائيلي قبل أيام من عقد مؤتمر دولي في باريس في 13 حزيران/يونيو، برعاية الرئيس الفرنسي، تحت شعار "دعوة من باريس لحل الدولتين، السلام، والأمن الإقليمي". المؤتمر من تنظيم منتدى باريس للسلام، وسيحضره مئات المشاركين من المجتمع المدني، بينهم إسرائيليون وفلسطينيون، إلى جانب ممثلين من الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة.
كما سيُعقد مؤتمر دولي آخر في الأمم المتحدة بين 17–20 جزيران/يونيو، يركّز على الدعوة لتطبيق حل الدولتين وإنهاء الصراع.
بحسب أوراق مؤتمر باريس، فإن المشاركين سيطالبون بـ"وقف فوري لإطلاق النار، الإفراج عن جميع المختطفين، وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة دون قيود". وتنظر باريس للمؤتمر كجزء من جهودها، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر إسرائيلية إن تصريحات ماكرون جاءت رغم أن "إسرائيل سمحت بدخول نحو 900 شاحنة مساعدات إلى غزة خلال هذا الأسبوع"، وإن "المئات منها تنتظر فقط أن تقوم الأمم المتحدة بجمع محتوياتها وتوزيعها".
وأضافت الوزارة أن صندوق المساعدات الأميركي GHF بدأ هذا الأسبوع توزيع مليوني وجبة طعام وآلاف الطرود الغذائية في غزة، دون المرور عبر حماس، معتبرة أن ذلك "يُغيّر قواعد اللعبة" وقد "يُقصر أمد الحرب ويضرب الإرهاب".
وختم البيان بالقول إن حماس "أشادت بتصريحات ماكرون لأنها تدرك قيمتها"، مضيفًا: "في حين تُهاجم إسرائيل من عدة جبهات، يريد ماكرون فرض عقوبات عليها، لا على الإرهابيين الذين بدأوا الحرب".