كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري نُشر اليوم (السبت) أن إيران نفذت برنامجًا نوويًا سريًا في ثلاثة مواقع غير معلنة حتى أوائل الألفية الثانية، استخدمت فيه مواد نووية لم تُصرّح بها.
وأشار التقرير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع في الربع الأخير بمقدار 953 كغم ليصل إلى 9,247 كغم، منها كميات مخصبة بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تعتبر، وفقًا للوكالة، كافية نظريًا لصنع قنبلة نووية.
ورغم عدم وجود أدلة على وجود برنامج نشط حاليًا، إلا أن الوكالة أعربت عن "قلق شديد" إزاء سلوك إيران، بما في ذلك تدمير أدلة ورفض التعاون. ودعا مدير الوكالة، رافائيل غروسي، طهران إلى التعاون الكامل والفوري.
في المقابل، اتهمت إيران دول الترويكا الأوروبية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بأنها تمارس ضغوطًا على الوكالة لدفعها إلى اتخاذ خطوات ضد طهران، رغم استمرار المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة. وقالت مصادر إيرانية لقناة "الميادين" إن هذه الضغوط بدأت قبل انطلاق المفاوضات وتستمر رغم "الرسائل الإيجابية" الإيرانية.
وفي محادثات جرت في إسطنبول بين مسؤولين إيرانيين وأوروبيين، حذرت طهران من أن أي تصعيد سيؤثر سلبًا على المفاوضات مع واشنطن. كما أكدت عبر قنوات دبلوماسية أن الرد الإيراني على أي تصعيد سيكون عبر "خطوات نووية ملائمة".
وترى إيران أن هذه الخطوات الأوروبية تمهيد لتفعيل آلية "سناب باك" المدرجة في اتفاق 2015، والتي تسمح بإعادة فرض العقوبات على طهران حتى خمس سنوات إضافية. وتشير التقديرات إلى إمكانية تفعيل الآلية بحلول أكتوبر المقبل.
وأكدت مصادر إيرانية أن "جميع المعادلات ستتغير إذا فُعلت آلية السناب باك"، مضيفة أن طهران لا تزال منفتحة على حل دبلوماسي، لكنها تطالب بتصرف عقلاني من الجانب الأوروبي.
من جانبه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن هناك "تقدمًا" في المفاوضات، لكنه رفض أي مطلب لتفكيك قدرات التخصيب، واصفًا ذلك بأنه "حلم مشوّه" يستهدف الجمهور الإسرائيلي.
أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فأكد أن التخصيب يمثل "خطًا أحمر" لطهران، وأضاف: "إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، على عكس الدول الغربية التي فشلت في احترام التزاماتها".
تصريحات المسؤولين الإيرانيين تأتي في ظل ضغوط أمريكية للتوصل إلى اتفاق قريب، لا سيما بعدما صرّح الرئيس ترامب أمس أن صفقة مع إيران "قريبة في المستقبل"، محذرًا من أن "إيران لا تريد أن تُقصف".
تعقيب دوان رئيس الوزراء
في رد على تقرير رويترز، نشر ديوان رئيس الوزراء اليوم السبت بيانًا على غير المعتاد ردًا على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران قال فيه: "نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا خطيرًا وحاسمًا عن برنامج إيران النووي. يعرض التقرير صورة مقلقة تشكل إنذارًا واضحًا: رغم التحذيرات العديدة من المجتمع الدولي، إيران مصممة على إكمال برنامجها النووي العسكري".
وأضاف البيان أن تقرير الوكالة "يعزز بشكل قاطع ما تقول إسرائيل منذ سنوات، هدف برنامج إيران النووي ليس السلام. يظهر ذلك في نطاق أنشطة تخصيب اليورانيوم المقلق. مستوى التخصيب هذا يوجد فقط في دول تسعى لتطوير أسلحة نووية، ولا يوجد له أي مبرر مدني".
وأضاف البيان أيضًا: "يشير التقرير بوضوح إلى أن إيران تواصل انتهاك التزاماتها الأساسية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وتواصل الامتناع عن التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية. على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لإيقاف إيران".