أصدر القضاء المصري حكمًا أثار جدلًا واسعًا يتعلق بدير "سانت كاترين" الشهير في جنوب سيناء، والمُدرج منذ عام 2002 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
الحكم، الذي جاء في إطار نزاع طويل الأمد بين الدير ومحافظة جنوب سيناء، أثار انطباعًا بأن الدولة قد تغيّر الطابع الديني والتاريخي للمكان وتحوله مثلًا إلى متحف، ما أدى إلى قلق في الأوساط الدينية والثقافية، بل وحرّك اتصالات رفيعة بين مسؤولي اليونان ومصر.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طمأن رئيس وزراء اليونان، مؤكدًا التزامه الكامل بالحفاظ على الدير وطابعه الفريد. كما أصدرت الرئاسة المصرية بيانًا شددت فيه على احترام الطابع الديني والقدسية التاريخية لدير "سانت كاترين" وعدم المساس بها.
يقع الدير على جبل كاترين قرب جبل موسى، المذكور في التوراة. يُعد دير "سانت كاترين" أقدم دير مسيحي في العالم لا يزال نشطًا، إذ تأسس في القرن الرابع الميلادي، وسُمي على اسم القديسة كاترين الإسكندرانية التي قُطِع رأسها بسبب إيمانها المسيحي وفقًا للرواية الدينية.
ويحتوي الموقع أيضًا على شجرة يُقال إنها "السِنة المشتعلة" المذكورة في سفر الخروج. أما مبنى الدير الحالي، فقد شُيّد في القرن السادس بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان. وتكمن أهمية أخرى للدير في مكتبته التي تضم مخطوطات نادرة وقيمة بعدة لغات، بينها أحد أقدم نصوص الكتاب المقدس باليونانية.