حسب التحقيق، الذي استند إلى مقابلات مع 18 مسؤولًا أمنيًا من إسرائيل والولايات المتحدة، حاليين وسابقين، فإن التحضيرات للهجوم الإسرائيلي بدأت قبل أشهر، وشملت تدريبات مكثفة لسلاح الجو الإسرائيلي خارج البلاد، تركزت على الطيران لمسافات طويلة، التزود بالوقود في الجو، وتنسيق توقيت قذف القنابل بدقة عالية.
وتكشف الصحيفة أن شبكات تجسس إسرائيلية ترسخت داخل إيران، وتمكنت من تتبع كبار القادة في المؤسسة العسكرية الإيرانية. وقد تم اتخاذ القرار النهائي بتنفيذ الهجوم في التاسع من حزيران/يونيو، وفقًا لما نقله مسؤول أمني إسرائيلي، أي قبل أربعة أيام فقط من الضربة. سبق الهجوم عملية خداع أدت إلى تقليل حالة التأهب في الجانب الإيراني، مما ساعد على نجاح العملية.
التحقيق يشير كذلك إلى تهريب مكونات طائرات مسيّرة ومواد متفجرة إلى داخل إيران قبل الحرب، بواسطة شحنات مختلفة كحقائب سفر وشاحنات وحاويات. وتمركزت فرق خاصة قرب منصات صواريخ ومنظومات دفاع جوي، بهدف تحييدها لحظة بدء العملية.
كما أطلقت إسرائيل طائرات مسيّرة كبيرة من أراضيها كجزء من الهجوم، استخدمت بعضها لأول مرة في الليلة التي سبقت الضربة. ويكشف التحقيق أيضًا أن قيادة سلاح الجو الإيراني لم تصل إلى مكان الاجتماع المتوقع عشية الهجوم، ما أثار قلقًا لدى القيادة الأمنية الإسرائيلية من احتمال انكشاف الخطة، لكن تبين لاحقًا أنهم اجتمعوا في موقع آخر، ما أتاح لجيش الدفاع تصفيتهم إلى جانب قيادات أخرى.