قال مصدر سوري مطّلع على الحوار الجاري بين سوريا وإسرائيل إن هناك تقاربًا لافتًا بين الطرفين في ملفات عدة، أبرزها الموقف المعارض لإيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، ما يشير إلى تقاطع مصالح غير مسبوق بين دمشق واورشليم القدس.
وأضاف المصدر في حديث لقناة "كان" أن مطلب سوريا الأساسي في هذه المرحلة هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب البلاد، في حين لا تُطرح قضية الجولان على طاولة النقاش في الوقت الراهن، واصفًا التوقيت بأنه "مبكر" لذلك، مع التأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه الولايات المتحدة.
ويُرتقب أن يزور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واشنطن الشهر المقبل، حيث ستكون العلاقات مع سوريا ضمن جدول الأعمال، في حين يخطط الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة التاريخية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر. وتُطرح إمكانية عقد لقاء بين الشرع ونتنياهو على هامش المؤتمر، وفق ما نقلت "كان" عن مصدر سوري.
في الوقت ذاته، تستعد دمشق لاستقبال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارة وُصفت بأنها الأولى من نوعها، ما يعكس دعمًا خليجيًا للانفتاح السوري على إسرائيل.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح بدوره في مقابلة مع "فوكس نيوز" أنه أزال العقوبات عن سوريا، وأنه لا يستبعد انضمامها إلى اتفاقات أبراهام إذا غيّرت إيران سلوكها، معتبرًا أن طهران كانت العائق الرئيسي أمام توسيع دائرة التطبيع.
وفي موازاة ذلك، قال المبعوث الأميركي لسوريا وسفير واشنطن في أنقرة توماس باراك، إن العلاقات الشخصية الوثيقة بين وزيري خارجية تركيا وأميركا، وكذلك بين ترامب وأردوغان، تُسهم في خلق بيئة مواتية للحوار الإقليمي. واعتبر أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تمر بعملية إعادة تعريف"، وأن التوتر مع إيران قد يشكل فرصة لإعادة ترتيب المشهد الإقليمي.
قناة LBCI اللبنانية كشفت من جهتها عن أبرز المطالب السورية في المفاوضات، والتي تشمل: اعترافًا إسرائيليًا بشرعية حكم الشرع، انسحابًا من الأراضي التي دخلتها إسرائيل منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي ومن منطقة العزل في الجولان، وقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، ترتيبات أمنية جنوب البلاد، وضمانات ودعم أميركيين للنظام السوري. وفي المقابل، تُبدي سوريا استعدادًا للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
وكان باراك قد صرّح قبل يومين لقناة "الجزيرة" بأن النظام السوري الجديد يجري حوارًا "هادئًا" مع إسرائيل يشمل قضايا مثل الحدود، وجود جيش الدفاع في الداخل السوري، وضمان بقاء الدولة السورية ككيان مستقر.
ونقل مراسل "كان"، ميخائيل شيمش، أن حوارًا مباشرًا بين سوريا وإسرائيل يُعقد بشكل يومي تقريبًا، فيما قال مصدر سوري إن هناك فرصة فعلية للتوصل إلى اتفاق سلام قبل انتهاء ولاية ترامب الرئاسية.
من جهة أخرى، ناقش كبار المسؤولين الأمنيين في جلسة مغلقة أمام المحكمة العليا ضرورة إنهاء المواجهة مع إيران عبر تسوية سياسية، لضمان خلوّ أراضيها من اليورانيوم المخصب ومنعها من إعادة تطوير سلاح نووي.