أفاد مصدر مطّلع لصحيفة "جيروزاليم بوست" بأن مسؤولين كبارًا في إيران أبدوا اهتمامًا بإجراء مفاوضات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنهم ينتظرون الضوء الأخضر من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي.
وبحسب المصدر، لا يزال خامنئي مترددًا أو غير متاح، حيث لم يظهر علنًا منذ أكثر من أسبوع، وسط تقارير تفيد بأنه يقيم في ملجأ محصّن بعيدًا عن التواصل مع العالم الخارجي، ما يصعّب على المسؤولين الإيرانيين التشاور معه.
في سياق متصل، بثت وسائل إعلام إيرانية يوم الخميس الماضي تسجيلًا صوتيًا لخامنئي، قال فيه إن "النظام الأميركي دخل الحرب المباشرة لأنه شعر أن الكيان الصهيوني على وشك الزوال، ولكن الجمهورية الإسلامية انتصرت ووجهت صفعة قوية لأميركا".
وقالت مصادر صحفية إن خامنئي منع خلال الحرب الأخيرة عقد لقاءات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كما منع أيضًا تواصلًا مع نائب الرئيس جاي دي فانس. واعتُبرت هذه الخطوات من بين الأسباب التي دفعت ترامب لاتخاذ قرار مهاجمة منشآت نووية إيرانية.
وفي سياق المباحثات الجارية، شارك عراقجي قبل نحو عشرة أيام في مفاوضات في جنيف مع وزراء خارجية أوروبيين. وبحسب مصدر إيراني تحدّث لشبكة "CNN"، بدأت المحادثات بتبادل اتهامات حادّة بسبب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لكنها أصبحت "أكثر إيجابية" بعد الاستراحة.
وحين سُئل المصدر عمّا إذا كانت إيران مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم، أجاب بشكل قاطع: "لا، فهذا خط أحمر واضح بالنسبة لنا".
وتُظهر هذه التطورات هشاشة موقف النظام الإيراني، إذ يتباين الخطاب الرسمي العدائي مع تحرّكات خلف الكواليس، التي تصطدم حتى اللحظة بعنصر غيابي – هو خامنئي نفسه.