يستعد لبنان لاستقبال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير في تركيا، توماس بارك، الذي يتولى أيضًا الملف اللبناني بعد إعفاء مورغان أورتيغوس. ومن المتوقع أن يتسلّم بارك رد بيروت على المقترحات التي قدمها الشهر الماضي في ذروة المواجهة بين إسرائيل وإيران.
وذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية أن الضغوط تتصاعد قبيل وصول بارك، خاصة على الرؤساء الثلاثة: جوزيف عون، نواف سلام، ونبيه بري، وعلى حزب الله تحديدًا، الذي يُطلب منه نزع سلاحه.
وفي تقرير لوكالة "رويترز" نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة، بدأ حزب الله بالفعل نقاشًا داخليًا في دوائر ضيقة حول مستقبل دوره المسلح، مع ترجيح تقليصه دون التخلي الكامل عن السلاح. وأكدت مصادر مطّلعة أن الحزب يعتبر أن ترسانته التي بنيت لردع إسرائيل تحوّلت إلى عبء.
ونقلت رويترز عن مصادر أمنية أن سقوط نظام بشار الأسد، الحليف السوري، أضعف خطوط الإمداد من إيران، خاصة في ظل عدم تعافي طهران من المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.
وتشير المصادر إلى أن الحزب يدرس تسليم الصواريخ الثقيلة والطائرات المسيّرة، مقابل انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان ووقف الغارات. لكنه يتمسّك بالأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدروع.
لجنة لبنانية تعمل حاليًا على بلورة الرد على المقترحات الأمريكية التي تشمل نزع السلاح، إصلاحات اقتصادية وتحسين العلاقات مع دمشق. ويُنتظر أن يوافق حزب الله على الصيغة النهائية قبل تسليمها.
صحيفة "الأخبار" المقربة من الحزب أشارت إلى وجود اتصالات بين شخصية لبنانية ذات صلة بالإدارة الأمريكية وحزب الله، تتناول تقديم ضمانات مقابل تخلي الحزب عن سلاحه، دون ضغط أو تهديد مباشر.
أما قناة "الحدث" السعودية فنقلت أن الحزب اشترط انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع حدودية قبل أي انسحاب شمالًا، كما أبدى استعدادًا لتسليم السلاح الثقيل مقابل ضمانات دولية بعدم التعرض له.
رغم هذه المؤشرات، لم تُصدر قيادة الحزب أي موقف رسمي يؤيد التخلي عن السلاح، بل شدد نائب الأمين العام نعيم قاسم أن الحزب "لن يخضع للابتزاز ولن يسلم سلاحه"، مؤكدًا أن إسرائيل "تهديد استراتيجي للمنطقة".
وفي مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد"، عدد مصدر برلماني في حزب الله مطالب الحزب، وعلى رأسها: وقف الغارات، الانسحاب من النقاط الخمس، الإفراج عن الأسرى، وبدء عملية إعادة الإعمار.
وفي الأثناء، تواصل إسرائيل هجماتها على مواقع الحزب في جنوب لبنان، حيث أعلنت أمس عن مقتل عنصر في قوة "فيلق القدس" الإيرانية جنوب بيروت.
