أفاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) سحبت اليوم (الجمعة) جميع مفتشيها من إيران، على خلفية "مخاوف أمنية"، كما جاء في بيان رسمي من الوكالة. وأوضحت أن طاقم المفتشين غادر إيران بسلام وعاد إلى مقر الوكالة في فيينا، بعدما ظلّ في طهران طوال فترة المواجهة العسكرية الأخيرة.
رئيس الوكالة، رافائيل غروسي، شدّد على "ضرورة استئناف أعمال التفتيش والمراقبة في إيران بأسرع وقت ممكن".
ويأتي هذا الانسحاب بعد يومين من إعلان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المصادقة النهائية على قانون تعليق التعاون مع الوكالة، والذي كان البرلمان قد أقرّه قبل أسبوع، عقب وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ويُنظر إلى هذا القرار كجزء من رد طهران على الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية، والتي تُنسب لإسرائيل والولايات المتحدة.
وكانت واشنطن قد وجّهت انتقادات شديدة لإيران بسبب تعليق التعاون، ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، هذه الخطوة بأنها "غير مقبولة"، مطالبة طهران بالعودة فورًا إلى الالتزام الكامل مع الوكالة الدولية.
من جهتها، تتهم طهران الوكالة بتوفير "غطاء" للهجمات الإسرائيلية، وذلك بعد صدور قرار عن مجلس حكام الوكالة الأسبوع الماضي يتهم إيران بانتهاك التزاماتها وفق معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT). وتنصّ المعاهدة على ضرورة السماح بمراقبة أنشطة إيران النووية، بينما سبق لطهران أن لوّحت بالانسحاب من المعاهدة إذا استُهدفت منشآتها.
ورغم التوترات، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في حسابه على منصة "X" أن بلاده "لا تزال ملتزمة بمعاهدة عدم الانتشار"، لكنه أوضح أن أي تعاون مع الوكالة الدولية سيكون عبر "المجلس الأعلى للأمن القومي" لدواعٍ أمنية.
وتصاعدت الحملة الإعلامية داخل إيران ضد الوكالة ومديرها غروسي، وبلغت حدّ التهديد المباشر لحياته. ففي صحيفة "كيهان" المحافظة، المقرّبة من المرشد الأعلى علي خامنئي، كُتب أن "غروسي يجب أن يُحاكم ويُعدم باعتباره عميلاً لإسرائيل".