الغارديان: إيران جنّدت إسرائيليين للتجسس والاغتيال

الغارديان: إيران جنّدت إسرائيليين للتجسس والاغتيال
كشف تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تمكّنت، قبل اندلاع القتال مع إيران في حزيران/يونيو الماضي، من كشف شبكة تجسس إيرانية واسعة النطاق داخل إسرائيل، اعتمدت على مواطنين محليين جندوا مقابل المال، ونُسب لبعضهم التخطيط لاغتيالات وتنفيذ عمليات تخريبية.
إيران
إيران

أفادت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم، بأن أجهزة الأمن الإسرائيلية تمكنت، قبيل انطلاق عملية "الأسد الصاعد" والاشتباك العسكري المباشر مع إيران في يونيو الماضي، من كشف شبكة تجسس إيرانية غير مسبوقة، تضم أكثر من 30 مواطنًا إسرائيليًا تعاونوا مع الاستخبارات الإيرانية بعد تعرضهم للتجنيد عبر رسائل مشفّرة وعروض مالية مغرية.

ووفق التقرير، بدأت محاولات التجنيد برسائل نصية وصلت إلى مواطنين إسرائيليين عبر تطبيقات مشبوهة، من بينها رسائل باسم جهات مثل "وكالة أنباء" أو "طهران-قدس"، تعرض مبالغ مالية مقابل معلومات أو تنفيذ مهام بسيطة. وفي بعض الحالات، كانت الرسائل مباشرة: "هل لديك معلومات عن الحرب؟ سندفع مقابلها".

تطورت المهام لاحقًا إلى تنفيذ أعمال تجسسية نوعية، كتصوير مواقع استراتيجية حساسة، مثل ميناء حيفا، قاعدة "نيفاتيم" الجوية في النقب، مقر الموساد في غليلوت، وحتى بطاريات "القبة الحديدية". وفي إحدى الحالات، قامت عائلة من أصول أذرية بتحويل المهمة إلى "مشروع عائلي"، حيث ساهم أكثر من فرد منهم في التصوير ونقل المعلومات لطهران.

كما جاء في التقرير أن أحد المجنّدين أُرسل للبحث عن حقيبة سوداء مدفونة في حديقة عامة، مقابل نحو 1000 دولار، ولم يجدها، لكنه صوّر موقع الحفر وأرسل التسجيل إلى مشغّليه. لاحقًا، طُلب منه توزيع منشورات وتلصيق ملصقات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمن شعارات مثل: "كلنا ضد بيبي"، و"بيبي جلب حزب الله"، و"بيبي = هتلر".

اغتيال ودماء مقابل 60 ألف دولار

وحسب الغارديان، تلقى أحد المجنّدين عرضًا بقيمة 60 ألف دولار لاغتيال عالم نووي يعمل في معهد وايزمان، مع أفراد أسرته، وحرق منزلهم. وقد وافق بالفعل على تنفيذ المهمة واستأجر أربعة "مجرمين" من المجتمع العربي في إسرائيل. حاولت الخلية تنفيذ الاغتيال في 15 أيلول/سبتمبر، لكنها فشلت بسبب وجود حارس أمني عند مدخل المعهد.

وبعد يوم واحد من فشل المحاولة، طلب المشغّلون الإيرانيون من العميل العودة إلى الموقع وتصوير سيارة العالم المستهدف، وهو ما فعله لقاء 709 دولارات. كما طُلب منه لاحقًا زرع جهاز تعقب GPS في المركبة، لكنه رفض.

وفي حالات أخرى، وفق التقرير، عُرض على بعض المجنّدين المبتدئين تنفيذ عمليات أكثر خطورة بعد نجاحهم في تصوير أهداف أو توزيع منشورات، لكن كثيرين تراجعوا عند لحظة اتخاذ القرار.

من بين الأهداف التي طُلبت لاحقًا: إلقاء قنبلة على مركبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك استهداف علماء ومواقع أمنية حساسة، إلا أن معظم المجنّدين رفضوا الاستمرار بعد المهام الأولية.

فشل التجنيد طويل المدى

رغم هذا النشاط المكثّف، تُشير وثائق قضائية إلى أن طهران لم تنجح في إنشاء شبكة تجسس فعالة وطويلة الأمد داخل إسرائيل، إذ توقفت معظم المحاولات عند مهام بسيطة، دون أن تحقق أهدافًا استراتيجية مثل اغتيال شخصيات رفيعة.

ويوضح التقرير أن النهج الإيراني اعتمد على تجنيد أفراد عاديين "خضر" واختبار مدى استعدادهم لتصعيد المهام، بخلاف نهج الموساد الذي يعتمد على عملاء محترفين ومهام نوعية تُدار بسرية تامة.

الأكثر شيوعاً