العالم يتجاهل مذبحة السويداء: "الدرزي لا قيمة له في السوق الدولية"

العالم يتجاهل مذبحة السويداء: "الدرزي لا قيمة له في السوق الدولية"
رغم المشاهد المروّعة التي تصل من محافظة السويداء، من إعدامات ميدانية وتمثيل بجثث المدنيين، فإن الصحافة الغربية تبدو منشغلة بعنوان آخر: "إسرائيل قصفت سوريا". أما المجازر، فتُركت في الهامش.
مؤلف وكالات الانباء مؤلف وكالات الانباء
سوريا السويداء مظاهرات
سوريا السويداء مظاهرات

في وقتٍ يتابع فيه الإسرائيليون بقلق الفظائع التي ترتكبها مليشيات بدوية وقوات النظام السوري بحق السكان الدروز في السويداء، تواصل وسائل الإعلام الغربية الكبرى التغطية وكأنّ شيئًا لم يكن.

العنوان الأبرز في موقع BBC صباح اليوم كان: "إسرائيل قصفت قوات سورية دخلت مدينة درزية بعد اشتباكات طائفية". هكذا ببساطة، دون الإشارة الواضحة إلى أن التدخل الإسرائيلي جاء لحماية الدروز من مجازر محتملة، ولا تلميح إلى أن ما يجري هو تطهير عرقي.

في متن التقرير، ذُكر سقوط 200 قتيل في مواجهات بين الدروز ومسلحين بدو، لكن غابت عنه صور الضحايا، وشهادات من نُكل بهم، أو مشاهد "إذلال الأسرى" التي وصلت للعالم عبر وسائل التواصل. التقرير اختار نهاية خجولة للإشارة إلى "ادعاءات" بأن النظام أعدم مدنيين دروز، مستخدمًا صيغة التحفّظ.

صحيفة الغارديان البريطانية – ذات التوجهات اليسارية والانتقادات المزمنة لإسرائيل – تناولت الحدث بعنوان مختزل: "إسرائيل قصفت في سوريا ولبنان". وفي متن الخبر وُصفت الغارات الإسرائيلية بأنها محاولة لإضعاف النظام الجديد في دمشق، في إطار سعي إسرائيل "للحفاظ على تفوقها العسكري"، لتأتي الإشارة إلى إعدامات النظام في نهاية التقرير، مع وضع مصطلح "الإعدامات" بين مزدوجين.

أما صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية فشكّلت استثناء نادراً، إذ تصدّر صفحتها تحليل بعنوان: "في سوريا، الدروز يواجهون خطر التطهير العرقي بينما الغرب يراقب بصمت". لكن في الإعلام الإسباني، كما في صحيفة "إل بايس", فالعنوان كان: "إسرائيل تصعّد هجماتها في سوريا ولبنان" – دون ذكر الدرزي ولا المجزرة.

هكذا، بينما تُسال دماء أبناء جبل العرب، تجد المؤسسات الإعلامية الغربية نفسها عاجزة – أو ربما غير راغبة – في أن تروي القصة كما هي: قصة أقلية تُذبح، ونظام يعيد إنتاج الرعب، وصمت دولي خانق يُنذر بالمزيد. ومن بين كل ذلك، يبقى السؤال المُرّ معلقًا في سماء الإعلام العالمي: متى يُصبح الدم الدرزي مادة تستحق مانشيتًا؟

Populars