في مساء يوم الثلاثاء 6 أيار / مايو 2025، دوّى الرصاص في أحد أحياء مدينة اللد، تحديدًا بالقرب من التجمّع السكنيّ الخاص بعائلة أبو حجاج. الرصاصُ الكثيف استهدف مركبة كانت بداخلها السيّدة الخمسينية سحر أبو حجاج، التي قُتلت في مكانها، وأُعلنت وفاتها فورًا.

سحر لم تكن شخصية هامشية
هي أم لثمانية أبناء، وكانت الزوجة الأولى لرجل معروف في عالم الجريمة – عصام أبو حجاج – يعيش في الظل منذ سنوات خارج البلاد، بين المغرب وتركيا، بعد أن قضى حكمًا بالسجن في قضية جوازات مزوّرة في المغرب.
وبحسب مصادر شرطية، فإن سحر رفضت مساعدة الشرطة والمؤسسات المعنيّة بشؤون النساء، كونها كانت تعيش تحت تهديدٍ مستمر. ووفقًا لمعلومات خاصّة، فقد رفضت مغادرة الحيّ الذي تسكنه عائلة أبو حجاج، لكنها كانت منذ أشهر تتنقّل بين اللد وباقة والضفة الغربية، ما يُعدّ مؤشرًا على أنها كانت تحت التهديد، وتحاول الاختفاء عن الأنظار.
لكن سحر ليست أول امرأة من محيط عصام أبو حجاج تُقتل في ظروف غامضة.
في 24 أيار / مايو 2018، نُفّذت محاولة اغتيال أولى استهدفت سمر خطيب – شابة من يافا كانت على علاقة عاطفية بعصام – وذلك عبر تفجير عبوة ناسفة زُرعت تحت مركبتها، لكنها لم تُصب بأذى.

وبعد ثلاثة أيام فقط، في 27 أيار / مايو 2018، أُطلقت النار على سمر أثناء قيادتها سيارة على شارع 431، ما أدّى إلى مقتلها على الفور، في جريمة هزّت الشارع العربي.
في هذه القضية، أُدين أربعة من أقاربه – لا بتنفيذ الجريمة، بل بالمساعدة والتخطيط – بينما بقي العقل المدبّر خارج البلاد.
وبعد أربع سنوات، في 4 أيلول / سبتمبر 2022، لقيت زوجته الثانية، منار أبو حجاج، مصرعها برصاص مجهولين، أثناء وجودها داخل مركبة برفقة ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا.
التحقيق لم يُثبت علاقة مباشرة بأي طرف، لكن بعض التقديرات تحدّثت عن خلفية تتعلّق بالنزاع على ممتلكات، أو انتقام متأخر لجريمة سابقة.

ومن ثم سحر... القتيلة الثالثة.
لماذا لم يُعتقَل عصام؟
سؤال يتردّد في أروقة الشرطة والنيابة الإسرائيلية، وأيضًا بين التنظيمات الإجرامية التي تربطها به نزاعات، خصوصًا أن اسمه ارتبط بأربع جرائم قتل لنساء كنّ جزءًا من حياته.
وفقًا للتفاصيل، فإن غياب لائحة اتّهام مباشرة ضدّه، وعدم تقديم طلب رسمي للإنتربول، سمحا له بالتملّص من المساءلة. ويُقال إن صفقة الادّعاء التي أُبرمت مع أقاربه في ملف سمر خطيب أضعفت فرص ملاحقته لاحقًا.
ما يجمع بين هذه الجرائم ليس فقط الدم:
بل التسلسل الزمني، وترابط الشخصيات، والأسئلة التي لا تزال بلا إجابات كاملة.
في جريمة سمر خطيب، حُكم على أربعة من أقارب رجل الظل – عصام (أبناؤه) – بالسجن بعد إدانتهم بالمساعدة والتخطيط، لكن الشخص الذي كانت العيون تدور حوله... لم يُحاكم، لأنه ببساطة لم يكن في البلاد. أما في جريمة منار، فلم يُقدَّم أحد للمحاكمة.
وفي جريمة سحر، التحقيق لا يزال في بدايته، دون مؤشرات واضحة حتى الآن.
ثلاث نساء قُتلن وفتاة... وكل واحدة من الثلاثة كانت على صلة بشخص واحد.