أعلن جيش الدفاع أن سلاح الجو نفّذ مساء الإثنين غارة جوية بعيدة المدى على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، في سادس هجوم من نوعه منذ بدء الحرب، وشارك فيه نحو 20 طائرة قتالية ألقت 50 ذخيرة دقيقة. الغارة نُفذت على بُعد 1700 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية، وتم إبلاغ الولايات المتحدة مسبقًا.
الغارة، التي أُطلق عليها اسم "مدينة الموانئ"، استهدفت منشآت حيوية للحوثيين أبرزها ميناء الحُديدة، الذي يُعد مصدر دخل أساسي للحكم الحوثي، ويُستخدم لتهريب أسلحة إيرانية ومعدات عسكرية. كما جرى قصف مصنع الإسمنت في منطقة باجل شرقي الحُديدة، والذي يُستخدم في بناء الأنفاق والبنية التحتية العسكرية.
بحسب تقارير يمنية، أسفرت الضربات عن مقتل شخصين وإصابة 42 آخرين. وفي أعقاب القصف، أعلنت شركة النفط اليمنية التابعة للحوثيين تفعيل خطة طوارئ في جميع المحطات بالبلاد، خصوصًا بعد ضربات أمريكية استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في الأيام الأخيرة.
من جانبه، أكد محافظ الحُديدة في الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي، وليد القُديمي، لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الضربات الإسرائيلية دمّرت أرصفة الميناء، ومصنع الإسمنت، وجنّرت مصنعًا جديدًا لم يبدأ نشاطه بعد.
أما وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، فحمّل الحوثيين المسؤولية الكاملة عن التصعيد، واتهمهم بتحويل اليمن إلى منصة إيرانية لشن الحروب، مؤكدًا أن طهران تسعى لحماية أراضيها بتصدير المواجهة إلى اليمن، فيما يدفع اليمنيون الثمن.
العملية جاءت عقب اجتماع أمني طارئ في مقر القيادة العسكرية في تل ابيب "الكرياه" بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، وقائد سلاح الجو تومر بار، والوزير أرييه درعي، وذلك بعد إصابة مطار "بن غوريون" بصاروخ حوثي أحدث حفرة بعمق 15 مترًا، وأدى إلى إصابة 8 أشخاص.
نتنياهو صرّح عبر قناته في "تلغرام": "قصفنا سابقًا، وسنقصف لاحقًا. هذه ليست ضربة واحدة وتنتهي". كما نشر على حسابه الرسمي في "إكس": "إسرائيل سترد على الهجوم الحوثي على مطار بن غوريون، وأيضًا في الزمان والمكان الذي نختاره ضد الإيرانيين".
في المقابل، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، فرض حصار جوي شامل على إسرائيل عبر استهداف المطارات، معتبرًا ذلك ردًا على تصعيد الحرب في غزة.
يُذكر أن إسرائيل نفذت خمس غارات سابقة في اليمن: الأولى في تموز/يوليو، الثانية في أيلول/سبتمبر، والثالثة والرابعة في كانون الأول/ديسمبر، والخامسة في كانون الثاني/يناير.