عاشت عائلات المختطفين الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة يومًا آخر من القلق والارتباك، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن عدد المختطفين الأحياء هو 21 فقط، بينما كانت الرواية الإسرائيلية الرسمية تشير إلى وجود 24 مختطفا على قيد الحياة.
ألون نمرودي، والد الجندي المختطف، تمير نمرودي، أعرب عن غضبه الشديد من تسريب معلومات إلى الإعلام الأجنبي بدلًا من إبلاغ العائلات مباشرة، ووصف ما يحدث بأنه "كابوس كبير".
وقال: "نحن نعرف يقينًا أن هناك معلومات لا تُشارك مع العائلات، وإذا كانت هناك تفاصيل حاسمة تسرّب للرئيس الأميركي أو لوسائل الإعلام قبل أن تُبلّغ بها العائلات، فهذه مأساة لا تُغتفر".
كما وجّه نمرودي انتقادات مباشرة للوزراء والسياسيين الذين، حسب وصفه، "يضحّون بحياة المختطفين من أجل تقليص الثمن السياسي".
في السياق ذاته، أبدى داني ميرن، والد الأسير عمري ميرن، استياءه من التناقض في التصريحات الرسمية. وقال في مقابلة إذاعية إن حالة الغموض "تخترق العقول وتدمر الاستقرار النفسي للعائلات".
وأشار إلى أن أول مرة سمع فيها عن تقليص عدد المختطفين الأحياء إلى 21 كانت في مكالمة مسرّبة بين رئيس الوزراء نتنياهو وزوجته، حين همست الأخيرة قائلة: "أقل من 24".
رُحامة بوحبوت، والدة المختطف ألكناه بوحبوت، عبّرت عن ألمها الشديد خلال مقابلة إذاعية، متسائلة: "أين دولتي؟ هل من المنطقي أن أسمع من ترامب كم أسيرًا لا يزال حيًّا؟". كما روت عن حفيدها رَعام، ابن المختطف، كيف يعيش منذ 579 يومًا دون والده ويستعد لعيد ميلاده الثاني بدونه.
في أعقاب تصريحات ترامب، طالبت العائلات الحكومة الإسرائيلية بإبلاغها أولًا بأول حول مصير أبنائها. وردًا على ذلك، أعلن قسم الأسرى والمفقودين أن "عدد المختطفين الأحياء هو 24، فيما يعتبر 35 آخرون في عداد القتلى".
لكن التصريحات لم تُهدئ من روع العائلات، التي لا تزال تعيش بين الأمل واليأس، في ظل التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة وقرار الكابنيت توسيع العمليات حتى لو كان ذلك على حساب حياة المختطفين، وهو ما وصفه الأهالي بأنه "تمهيد لخلق رُون أراد جديد"، في إشارة إلى الطيار الإسرائيلي المفقود منذ ثمانينيات القرن الماضي.