أعلنت إسرائيل اليوم الإثنين عن إرسال وفد أمني رفيع إلى العاصمة القطرية الدوحة، في إطار استئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح مزيد من المختطفين، بعد الإفراج عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عِيدان ألكسندر.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن "رئيس الحكومة شدد على أن المفاوضات ستجري فقط في ظل استمرار القتال"، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية خلال التفاوض.
يرأس الوفد الإسرائيلي "م."، نائب رئيس الشاباك، ويُعد من أبرز رجال العمليات الميدانية، ويُنظر إليه كمرشح محتمل لخلافة رئيس الشاباك الحالي رونين بار. وقد شارك "م." في جولات التفاوض السابقة ويحظى بثقة نتنياهو وقيادة المؤسسة الأمنية.
اللافت أن هذه الجولة تُعقد بدون إشراف الوزير رون ديرمر، الذي تعرض لانتقادات شديدة من عائلات المختطفين ومن أوساط أمنية لفشله في تحريك الملف منذ أن حلّ مكان رئيس الموساد دادي برنياع ورئيس الشاباك بار. مصادر مطلعة وصفت استبعاده بأنه "تغيير جوهري" في مسار إدارة الملف.
بالتوازي، كشفت شبكة CNN أن مستشارين إسرائيليين سعوا لترتيب زيارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اورشليم القدس خلال جولته الإقليمية، إلا أن ترامب نفى وجود أي خطط للتوقف في إسرائيل، قائلًا: "سنقوم بذلك في مرحلة لاحقة، لكن ليس في هذه الرحلة".
وحسب مصادر دبلوماسية، فإن ترامب كان قد يدرس إضافة إسرائيل إلى جولته لو تحقق أي "إنجاز رمزي"، كاتفاق تهدئة أو إدخال مساعدات لغزة، لكن غياب التقدم جعله يصرف النظر عن ذلك.
وكان نتنياهو قد تفاخر بكونه أول زعيم عالمي يزور ترامب في ولايته الثانية خلال شباط/فبراير، ثم عاد لزيارته في نيسان/أبريل لمحاولة التفاوض على اتفاق تجارة جديد، إلا أن اللقاء انتهى دون نتائج، في ظل إعلان ترامب عن بدء محادثات نووية جديدة مع إيران.
مصادر عربية أكدت أن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس، برعاية قطرية ومصرية، باتت على "مسار إيجابي"، وتشمل وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار، وإطلاق سراح أسرى إضافيين، وإعادة إدخال مساعدات إنسانية.
مصدر أميركي أبلغ شبكة CNN أن "إطلاق سراح ألكسندر مهّد الطريق لمفاوضات فورية حول اتفاق أوسع".
في السياق ذاته، يُتوقع أن يلتقي المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي وصل صباح اليوم إلى إسرائيل، برئيس الحكومة نتنياهو ومسؤولين آخرين، على أن تُحدد مواعيد اللقاءات بشكل نهائي بعد انتهاء عملية تسليم ألكسندر.