قال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم (الإثنين) في مقطع مصوّر نشره على قناته في تلغرام، إن إسرائيل "لا يمكنها الصمود أمام صور المجاعة الجماعية في غزة أمام الأميركيين"، مؤكدًا أن إدخال مساعدات إنسانية محدودة يهدف لتجنّب أزمة إنسانية قد تعيق العمليات العسكرية.
وأضاف نتنياهو: "لكي نحقق النصر، يجب أن نحل المشكلة. وحتى تُقام نقاط توزيع منظمة، لا بد من توفير جسر مساعدات أساسي لتفادي المجاعة". وأوضح أن وقف المساعدات جاء بعد اكتشاف أن "حماس تنهبها"، رغم أن القرار الرسمي حينها نُسب لرفض حماس مبادرة التهدئة المعروفة باسم "مقترح ويتكوف".
وأشار نتنياهو إلى أن جيش الدفاع "سيسيطر على كامل قطاع غزة"، وامتدح أداء الجنود في خانيونس قائلًا إنهم "يقومون بعمل رائع، بما في ذلك صباح اليوم"، دون التطرّق للتفاصيل.
من جهة أخرى، كشفت إذاعتنا بالعبرية صباح اليوم تسريبات من جلسة الكابينت الأمني التي عُقدت مساء أمس، والتي أفضت إلى قرار إدخال المساعدات فورًا ودون تصويت. وقال وزير الخارجية غدعون ساعر خلال الجلسة إن القرار جاء نتيجة ضغوط أوروبية وتهديدات بفرض عقوبات، إلى جانب اتصالات من نوّاب أميركيين ديمقراطيين وجمهوريين بالسفير الإسرائيلي في واشنطن.
نتنياهو أشار بدوره إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يمارس ضغطًا قويًا"، بينما أعرب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن دعمه لساعر، بشرط ضمان عدم وصول المساعدات إلى يد حماس.
وخلال الجلسة، أوضح مندوب جيش الدفاع أنه "لا توجد مجاعة في غزة، لكن مستودعات منظمات الإغاثة قاربت على النفاد، والمواطنون بدأوا بالتخزين داخل منازلهم، ما يُقرّبنا من الخط الأحمر". من جهته، شدد رئيس الأركان إيال زامير على أن "الجيش سينفذ كل قرار يتخذه المستوى السياسي".
وفي ختام الجلسة، أمر نتنياهو بفتح ملف المساعدات الإنسانية خلال المرحلة الانتقالية، حتى بدء عمل الشركة الأميركية التي ستتولى التوزيع بدءًا من الأسبوع المقبل في مواقع مخصصة. ورغم معارضة عدد من الوزراء، أصرّ رئيس مجلس الامن القومي، تساحي هنغبي على أن "رئيس الوزراء أنهى النقاش بالقرار".
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن "إدخال كمية أساسية من الغذاء للسكان ضروري لمنع أزمة مجاعة تهدد استمرار عملية 'مركبات جدعون' العسكرية، التي تهدف إلى حسم المعركة ضد حماس".
يُذكر أن القرار جاء في ظل بدء المرحلة الأولى من العملية العسكرية الواسعة، التي تهدف إلى زيادة الضغط على حماس في ظل الجمود في مفاوضات صفقة التبادل، رغم عودة الحركة إلى طاولة المفاوضات في الدوحة نهاية الأسبوع، وسط إصرار إسرائيلي على استمرار الضغط العسكري بالتوازي مع الحوار.
