أعلنت مصادر سياسية إسرائيلية أن قرار الانسحاب الكامل من الدوحة جاء بسبب ما وصفته بـ"رفض حماس الاستجابة للعرض الأميركي الذي تبنّته إسرائيل"، ما أدى إلى اعتبار المحادثات في حالة جمود تام. وقال مصدر رسمي: "إذا طرأ أي تغيير وقبلت حماس العرض، فإن الوفد الإسرائيلي مستعد للعودة فورًا إلى حيث تقتضي الحاجة".
وكان عدد من أعضاء الوفد الإسرائيلي، من بينهم نائب رئيس الشاباك "م"، ومنسق ملف الأسرى والمفقودين غال هيرش، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة أوفير فلك، قد عادوا إلى البلاد فجر الثلاثاء الماضي، في حين بقي طاقم من الموساد في الدوحة بطلب أميركي، إلى أن تقرر اليوم سحبهم أيضًا.
وردًّا على القرار، عبّر "منتدى عائلات المخطوفين" عن ألم شديد قائلاً في بيان له: "وقف التفاوض يفاقم ألمنا المستمر منذ 594 يومًا. لن نيأس ولن نستسلم، وسنواصل الكفاح حتى عودة آخر مخطوف". وأضاف البيان: "لن يكون هناك نصر حقيقي طالما بقي مختطف واحد في أسر حماس".
وفي خلفية الأحداث، تستمر جهود الوساطة الأميركية بقيادة المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، الذي يجري اتصالات غير مباشرة مع حماس عبر رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح. ومع أن إسرائيل وافقت رسميًا على مبادرة ويتكوف، إلا أن حماس لم ترد عليها حتى اللحظة.
ويعرب مسؤولون أميركيون عن استيائهم من موقف الحكومة الإسرائيلية، وسط مزاعم أنها غير معنية باتفاق شامل. وعلى الرغم من التعثر، لا تزال واشنطن تؤمن بإمكانية التوصل إلى تسوية، بالتوازي مع تصعيد جيش الدفاع لعملياته في قطاع غزة ضمن ما يُعرف بعملية "مركبات جدعون".