بينما تحيي عائلات المختطفين اليوم (الأربعاء) ذكرى الـ 600 لغياب أحبّائهم، يتضح أن "البشرى" التي وعد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن تصل "اليوم، غدًا، وربما لا بعد غد". المفاوضات بين إسرائيل وحماس لا تزال متعثّرة، لكن الوساطة الأميركية عبر مبعوثها ستيف ويتكوف ما زالت فعّالة، ما يثير قلقًا في إسرائيل من إمكانية فرض اتفاق لا يضمن تلبية شروطها المعلنة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر في الأيام الأخيرة عن رغبته في إنهاء الحرب سريعًا، وقال مساء الإثنين إن بلاده تسعى لوقف "الوضع برمّته". تزامنًا، جرى كشف مقترح جديد جرى تنسيقه بين حماس والوسيط بشارة بحبح، الذي أوصل المقترح لإسرائيل – فقوبل بالرفض الفوري. ويتضمن المقترح، المدعوم من حماس، إنهاء الحرب كشرط أساسي، في حين تصرّ إسرائيل على خطة ويتكوف الأصلية، التي باتت مختلفة جدًا عما تسميه حماس بنفس الاسم.
وتشترط إسرائيل الدخول في مفاوضات حول إنهاء الحرب فقط مقابل تفكيك حماس من سلاحها، وإبعاد قيادتها عن غزة، وضمان تحرير جميع المختطفين. لكن في واشنطن، يشعر المبعوثون الأميركيون أن إسرائيل تمثل بدورها عقبة أمام تقدم المفاوضات. ويتكوف والمبعوث الثاني آدم بوهلر أكدا لعائلات المختطفين احتمال تحقيق تقدم في الأيام القريبة.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من أن تعطي واشنطن ضمانات لحماس دون موافقة إسرائيل، وسط تقديرات بأن المقترح الذي نُقل عبر بحبح قد يكون "ورقة ضغط" أميركية لدفع إسرائيل نحو المرونة.
وفيما تواصل الولايات المتحدة مفاوضاتها مع حماس، فإن رئيس طاقم التفاوض الإسرائيلي، الوزير رون ديرمر، يتواجد في واشنطن لبحث صفقة المختطفين، وكذلك محادثات أميركية إيرانية محتملة حول اتفاق نووي. وطالبت عائلات المختطفين، الغاضبة من "فشل" ديرمر على مدار 100 يوم، مساء أمس باستقالته، معتبرة أن من يقود التفاوض يجب أن يضع مصير المختطفين في رأس الأولويات، لا أن يُملي عليه اعتبارات أخرى.
وذكرت العائلات أن ديرمر يرفض مقابلتها، كما رفض رئيس الوزراء نتنياهو بدوره لقاء أي من العائلات اليوم، رغم رمزية المناسبة. وقالت عائلة حاولت تنسيق لقاء مع نتنياهو: "كنا نأمل أن يجد بعض الوقت لهذا اليوم الثقيل، لكن يبدو أن العقلية السائدة ما زالت: ’إذا لم يكن اليوم، فغدًا، أو بعد غد‘".
