أفاد مصدر رفيع في حركة حماس لقناة "بي بي سي" البريطانية أن الحركة تعتزم رفض المقترح الجديد الذي تقدّم به المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة التبادل. وقال المصدر إن المسودة الحالية لا تتضمن التزامًا بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم للقتال، ولا تتطرق لبروتوكول واضح يسمح بزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد القيادي في حماس، سامي أبو زهري، في مقابلة مع قناة "المسيرة" اليمنية، أن "الرد الإسرائيلي الفعلي على المقترح جاء مختلفًا تمامًا عمّا تم التوافق عليه مبدئيًا عبر الوسيط الأمريكي"، مضيفًا أن الرد الإسرائيلي لا يشمل وقفًا للقتال، ولا انسحابًا، ولا حتى التزامًا بإدخال المساعدات، بل يتضمن إصرارًا على استخدام "الآلية الإسرائيلية الجديدة" لتوزيع المساعدات، ومطالبة بتسليم المختطفين خلال أسبوع واحد فقط.
وأوضح أبو زهري أن "ما يطرحه نتنياهو هو صيغة سيئة تهدف لفرض الاستسلام على شعبنا"، مشيرًا إلى أن حماس ستُعلن موقفها الرسمي قريبًا، لكنها لن تتسرع في اتخاذ القرار.
وبحسب ما ورد في برنامج "هذا الصباح" عبر إذاعة "كان" العبرية، فإن مسودة ويتكوف تتجنب الحسم في مسألة إنهاء الحرب، وتنص على أن المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار ستستمر طيلة أيام الهدنة المؤقتة، ولن تُستأنف الأعمال القتالية طالما استمرت المحادثات "بحسن نية". ويظهر اسم ويتكوف بوضوح في الوثيقة كمفاوض مباشر، إلى جانب إشارة لدور الرئيس ترامب الذي سيعلن بنفسه عن الاتفاق في حال إقراره.
ورغم الأنباء عن رفض حماس، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى "تكثيف الهجوم" على غزة، وكتب عبر منصة X: "لا مبرر لمواصلة التردد... لقد ضيّعنا ما يكفي من الفرص، وحان الوقت لاجتثاث حماس".
وكانت "كان" قد نقلت مساء أمس عن جهات إسرائيلية وأمريكية أن فرص التوصل إلى اتفاق ما تزال قائمة، لكنها مرهونة برد حماس، في ظل استمرار التباين بشأن الضمانات الأمريكية المتعلقة بتمديد الهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأكدت مصادر سياسية أن إسرائيل لا تعترف بتقارير تحدثت عن قبول حماس لمقترح ويتكوف، فيما نفى ناطق باسم الحركة عبر قناة "الأقصى" صحة تلك التقارير، مؤكدًا أن الحركة لا تزال تدرس المقترح وأن لا اتفاق حتى الآن.
يُذكر أن مصادر مطلعة على سير المفاوضات أبلغت "كان" أن حماس تُبدي تحفظًا على نقاط مركزية في الوثيقة، لا سيما ما اعتبرته غياب ضمانات لإنهاء الحرب وسحب جيش الدفاع بالكامل من قطاع غزة.
