رفض ضابط احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي برتبة مقدم، ويُدعى ف'، الانضمام إلى جولة رابعة من الخدمة الاحتياطية، بعد أن كان قد خدم في ثلاث جولات منذ السابع من أكتوبر.
الضابط، الذي عمل سابقًا كقائد طائرة حربية ومدرب في كلية الطيران قبل أن يعتزل الطيران لأسباب عمرية، أوضح في حديث لإذاعتنا بالعبرية أن "الحرب تُدار بدافع تضارب مصالح صارخ، ما يؤدي إلى كوارث ويُضعف فرص تحرير المختطفين".
وقال ف' إنه خدم في دور يُشرف على التنسيق بين سلاح الجو والوحدات البرية، لضمان تنفيذ الضربات الجوية بأقل أخطاء ممكنة، مع محاولة تقليل الأذى للجنود، وللمختطفين، ولغير المتورطين في الطرف الآخر. وأضاف: "نحن نخطط للهجمات بدقة لتقليل المخاطر، لكن لا أحد يستطيع أن يضمن أن القنبلة التالية لن تقتل مختطفًا".
وأقر الضابط بأن هناك نسبة خطأ تبلغ نحو 1%، ما يعني سقوط نحو ألف ذخيرة على أهداف لم يكن يجب أن تُصاب، بما يشمل مختطفين وجنودًا ومدنيين. وقال عن لحظات إدراك مقتل مختطفين خلال الهجمات: "إنها كارثة. كل شيء ينهار. أن تعرف أن ما فعلته ربما أودى بحياة شخص بريء، هذا شعور لا يُحتمل".
وأكد ف' أن هناك عددًا غير قليل من الطيارين والجنود الذين قرروا التوقف عن الخدمة الاحتياطية، بعضهم لأسباب عائلية أو نفسية، وآخرون احتجاجًا على إدارة الحرب. وردًا على من يعتبر ذلك موقفًا سياسيًا، قال: "نحن لم نعد نعيش في ديمقراطية حقيقية. حين أرى أن بالإمكان إعادة المختطفين، لكن ذلك لا يحدث بسبب تضارب مصالح من يقود الحرب، لا أستطيع أن أشارك في ذلك".
وختم الضابط حديثه بتحذير من "خطر كبير على أمن الدولة" محذرًا من قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتغيير رئيس الأركان ورئيس الشاباك خلال القتال، معتبرًا أن "رئيس الحكومة يلعب بالجيش لخدمة مصالحه". وأضاف: "آمل أن تُسهم هذه المقابلة في رفع الوعي، وتحرير المختطفين، وإنهاء هذا الكابوس لنعود إلى نوع من الحياة الطبيعية".