أعلن تنظيم حماس اليوم الجمعة أنه يجري مشاورات داخلية ومع الفصائل الفلسطينية بشأن مقترح جديد لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المختطفين، في إطار مبادرة تقدّم بها مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف وايتكوف، الذي أوصل المبادرة إلى الأطراف المعنية قبل أيام.
وكان القيادي في حماس بالخارج، سامي أبو زهري، قد صرّح لوكالة "رويترز" في وقت سابق اليوم، أن البنود المطروحة لا تلبي مطالب الحركة، وتتبنى بشكل كبير الموقف الإسرائيلي، حيث إنها لا تتضمن أي التزام بإنهاء الحرب أو انسحاب القوات أو تقديم مساعدات إنسانية بالصيغة التي تطالب بها الحركة. ووفقًا لأبو زهري، فإن الحركة ستصدر ردّها الرسمي على المقترح خلال عطلة نهاية الأسبوع.
المقترح، بحسب ما تداولته وسائل إعلام عربية، يتضمن 13 بندًا أبرزها: وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها الإفراج عن عشرة مختطفين أحياء وتسليم جثامين 18 آخرين على دفعتين، الأولى في اليوم الأول والثانية في اليوم السابع. كما يتضمّن السماح بإدخال مساعدات إنسانية عبر قنوات متفق عليها مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية جزئيًا، بما في ذلك وقف الطيران لعشر ساعات يوميًا، واثنتي عشرة ساعة في أيام الإفراج عن المختطفين.
وتنص البنود أيضًا على إعادة انتشار قوات جيش الدفاع في شمال القطاع، ثم جنوبه لاحقًا، إلى جانب انطلاق مفاوضات نحو تهدئة دائمة تشمل ترتيبات ما بعد الحرب وإدارة قطاع غزة. وأكد المقترح دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذه العملية التفاوضية خلال فترة التهدئة.
واشتملت البنود كذلك على الإفراج عن 125 سجينا امنيا من المحكومين بالمؤبد و1,100 سجين فلسطيني اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى تسليم 180 جثمانًا لفلسطينيين. كما يتعيّن على حماس، في اليوم العاشر من الهدنة، تقديم معلومات مفصلة حول وضع بقية المختطفين، على أن تُستكمل المفاوضات لإطلاق سراحهم خلال الستين يومًا.
المقترح يمنح دورًا للولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات راعية وضامنة للاتفاق ومتابعة التنفيذ، فيما يتولى وايتكوف نفسه قيادة العملية التفاوضية ميدانيًا في الشرق الأوسط. ووفقًا للخطة، فإن ترامب سيعلن شخصيًا عن وقف إطلاق النار، ويضمن الدفع نحو اتفاق نهائي.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في البيت الأبيض، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن إسرائيل وافقت على المقترح قبل تقديمه لحماس، وقالت: "أستطيع أن أؤكد أن المبعوث وايتكوف والرئيس قدّما مقترحًا لوقف إطلاق النار، وافقت عليه إسرائيل قبل تسليمه لحماس".
وعقب التصريحات الأميركية، أعلن وزير الأمن يسرائيل كاتس أن حماس باتت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما قبول شروط "صفقة وايتكوف" وإطلاق سراح المختطفين، أو مواجهة التصفية التامة، مضيفًا: "نحن ملتزمون قبل كل شيء بحماية جنودنا الأبطال في الخدمة النظامية والاحتياط، أكثر من أي اعتبار آخر".