أثار رئيس وزراء لبنان نواف سلام عاصفة سياسية في بلاده بعد تصريحات مفاجئة أدلى بها خلال مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية، حيث قال: "التطبيع مع إسرائيل جزء من رؤيتنا، ونود أن نراه يتحقق غدًا لا لاحقًا".
وسلام، الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، والمعروف بمواقفه المنتقدة لإسرائيل، بدا في حديثه وكأنه يفتح الباب أمام تحول جذري في موقف لبنان، ما دفع مكتبه إلى إصدار توضيح عاجل.
وأكد البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء نواف سلام أن "أي تطبيع لن يحدث إلا بعد قيام دولة فلسطينية، لا مجرد اتفاقيات جزئية"، مضيفًا أن مواقف سلام "واضحة ولا تحتمل التأويل، فلبنان ملتزم بالمبادئ العربية الثابتة".
وجاء في البيان أيضًا أن "السلام الوحيد المقبول هو السلام العادل والشامل، على أساس مبادرة السلام العربية"، في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي وردود الفعل المتوترة في الداخل اللبناني.
وفي سياق متصل، يترقب لبنان زيارة المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس خلال الأيام المقبلة، حيث سبق وأشارت إلى رغبة واشنطن في ضمّ لبنان إلى مسار "السلام الإقليمي"، مشيدة بخطوات في سوريا بوصفها "نموذجًا محفزًا"، في إشارة إلى الرئيس المؤقت أحمد الشرع.
بالمقابل، شدد حزب الله على موقفه الرافض لأي تغيير في قواعد الاشتباك. وأكد الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، أن نزع سلاح المقاومة "ليس مطروحًا على الإطلاق" ما لم تتحقق ثلاثة شروط أساسية: انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وقف الغارات الإسرائيلية، والإفراج عن الأسرى. وأضاف أن هذه الشروط "ليست بنودًا للتفاوض، بل خطوطًا حمراء تمنع أي نقاش حول تفكيك قوة الحزب".
