رفضت إسرائيل رد حركة حماس على مبادرة "ويتكوف" الجديدة، وقررت عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة، معتبرة أن إعلان الحركة استعدادها لبدء مفاوضات غير مباشرة فورًا لا يعكس تغييرًا جوهريًا في موقفها. وصرّح مسؤولون إسرائيليون أن الرد لا يتضمّن أي إشارة واضحة إلى المبادرة الأمريكية، بل هو محاولة "لتصحيح الرواية" وتصوير حماس كجهة غير رافضة للحوار.
وأكدت الجهات الأمنية الإسرائيلية أن الفجوات الجوهرية ما زالت قائمة، وأن الاستعداد الذي أبدته حماس هو مجرد خطوة تكتيكية، دون مضمون تفاوضي فعلي. بالمقابل، شدد جيش الدفاع على مواصلة العمليات الميدانية، إذ أعلن رئيس الأركان إيال زامير عن توسيع التوغل البري في جنوب وشمال القطاع، مع إقامة مراكز توزيع جديدة للمساعدات داخل غزة، استجابة للضغوط الدولية.
في السياق، شن سلاح الجو عشرات الغارات ضمن عملية "مركبات جدعون"، واستهدفت مواقع عسكرية، أنفاق، ومخازن سلاح. وقال الناطق باسم الجيش، أفيحاي أدرعي، إن القوات قضت على مسلحين ودمرت بنى تحتية فوق وتحت الأرض.
وعلى الصعيد الإنساني، يتعزز نموذج توزيع المساعدات عبر تحالف دولي مستقل يتجاوز حماس والأمم المتحدة، بالتعاون مع منظمات مدنية غير مسلّحة. وقد رفضت حماس هذا النموذج في ردّها على الوسطاء، مطالبة بعودة الآلية القديمة التي كانت تمنحها نفوذًا مباشرًا.
في المقابل، تصاعدت الاتهامات ضد جيش الدفاع بخصوص استهداف مراكز توزيع المساعدات، حيث أفاد إعلام فلسطيني وعربي عن سقوط قتلى مدنيين في رَفَح. وذكرت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات قرب مركز توزيع تابع لمؤسسة GHF الأمريكية، بينما قالت وكالة "رويترز" إن جيش الدفاع يحقق في الحادث دون أن تتمكن الوكالة من التحقق المستقل من التفاصيل.
وفي وقت لاحق، أعلنت الوزارة أن عدد قتلى حوادث المساعدات ارتفع إلى 75، بينهم 35 قتيلاً أمس، وبلغ عدد الجرحى أكثر من 400. وأضافت أن 52 شخصًا قتلوا في أنحاء متفرقة من القطاع خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، فيما وصل 503 مصابين إلى المستشفيات.
وبحسب الوزارة، فإن إجمالي الضحايا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 بلغ 54,470 قتيلاً و124,693 مصابًا، بينهم 4,201 قتيل و12,652 جريحًا منذ انهيار وقف إطلاق النار في 7 اذار/مارس.
كما سُجّل، عصر اليوم، مقتل 16 شخصًا في قصف استهدف منزلًا في جباليا، إلى جانب ضحايا آخرين في حي الزيتون بمدينة غزة ومدرسة تؤوي نازحين في دير البلح.
