أعلن جيش الدفاع صباح اليوم، عن إتمام سلاح الجو لسلسلة هجمات مركّزة استهدفت منشآت عسكرية إيرانية في العاصمة طهران، بمشاركة أكثر من 50 طائرة مقاتلة، وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة من شعبة الاستخبارات العسكرية.
وأوضح بيان الجيش أن الضربات شملت مصنعًا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، يُستخدم في تسريع تخصيب اليورانيوم، في إطار جهود لعرقلة البرنامج النووي الإيراني. وقال الناطق باسم جيش الدفاع: "الموقع المستهدف يُستخدم لزيادة كميات التخصيب، ويتجاوز بكثير مستويات التخصيب المطلوبة للأغراض المدنية".
كما تم خلال العملية قصف منشآت لإنتاج مواد خام ومكونات تُستخدم في تصنيع صواريخ أرض-أرض، أطلق النظام الإيراني بعضها مؤخرًا باتجاه إسرائيل. وشملت الضربات أيضًا مواقع لتصنيع منظومات صواريخ أرض-جو، قال الجيش إنها تهدف إلى استهداف الطائرات الإسرائيلية خلال أي عملية هجومية في العمق الإيراني.
تزامنًا مع الغارات، أطلقت إيران نحو 25 صاروخًا في موجتين ليليتين باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار من شمال البلاد وحتى منطقة السواحل الجنوبية. وأفادت الجهات الأمنية بأن "معظم الصواريخ تم اعتراضها دون وقوع إصابات"، إلا أن حرائق اندلعت في مناطق مختلفة من المركز ومنطقة الشارون. كما تم إسقاط ثلاث طائرات مسيّرة في منطقتي البحر الميت والجليل.
في الأثناء، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إيران تُعد لرد محتمل في حال انضمّت الولايات المتحدة إلى المواجهة العسكرية الجارية. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أن طهران تدرس مهاجمة قواعد أميركية في الشرق الأوسط، وأن هناك قلقًا من انخراط جماعات حليفة لإيران، مثل الحوثيين والميليشيات المدعومة من طهران في العراق وسوريا.
على الصعيد السياسي، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتصالًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مداولات في البيت الأبيض واجتماع أمني طارئ عُقد في أحد الملاجئ الحكومية في اورشليم القدس. وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن انضمام واشنطن إلى العمليات العسكرية قد يكون وشيكًا، وقال مصدر حكومي: "المخطط بأكمله يستند إلى هذا السيناريو".
في طهران، حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي من أن "المعركة قد بدأت"، متوعدًا بـ"رد قاسٍ ضد الكيان الصهيوني".
في سياق آخر، بدأت صباح اليوم عمليات إعادة الإسرائيليين العالقين في الخارج ضمن حملة "عودة آمنة"، حيث هبطت أول رحلة تابعة لشركة "إلعال" في مطار بن غوريون قادمة من لارنكا، قبرص، بعد إلغاء العديد من الرحلات الجوية بسبب الوضع الأمني.
وأفادت وزارة الدفاع بأن سياسة الدفاع الجوي والجاهزية ستبقى على حالها حتى مساء اليوم، في ظل استمرار حالة التأهب القصوى على مختلف الجبهات.