أفادت شبكة CNN نقلًا عن مصادر استخبارية أمريكية، أن القصف الذي نفذته الولايات المتحدة على منشآت إيران النووية في فوردو ونتنز وأصفهان، لم يسفر عن تدمير البنية التحتية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، مرجحة أن الهجوم أخر البرنامج لبضعة أشهر فقط دون أن يُدمر مخزون اليورانيوم المخصب.
ووفق التقرير، فإن التقييم الأولي أعدته وحدة الاستخبارات التابعة للبنتاغون، ويستند إلى تقديرات أضرار نفذها القيادة المركزية الأمريكية، وهو يناقض بشكل مباشر تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي تحدث فيها عن "تدمير كامل" للمنشآت.
كما دعمت صحيفة "نيويورك تايمز" هذه التقديرات، موضحة أن الغارات الأمريكية أغلقت مداخل المنشآت النووية لكنها لم تسفر عن انهيارات تحت الأرض، مشيرة إلى أن طهران نقلت جزءًا من اليورانيوم المخصب إلى مواقع أخرى قبيل الضربات.
في المقابل، نفى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغست الاتهامات، مؤكدًا أن "كافة المؤشرات تفيد بنجاح العملية، وأن البرنامج الإيراني دُفن تحت الركام"، بينما وصف المبعوث الرئاسي الخاص ستيف وايتكوف التقرير الاستخباري بأنه "ادعاء سخيف"، مؤكدًا إسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات على فوردو.

وعبر شبكته Truth Social، هاجم ترامب مجددًا وسائل الإعلام واصفًا التقارير بـ"أكاذيب CNN وNYT"، متهمًا إياها بمحاولة تقويض ما وصفه بـ"أحد أنجح الهجمات في التاريخ".
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لويت وجود التقرير الاستخباري لكنها اعتبرته "خاطئًا تمامًا"، ووصفت تسريبه بأنه "خيانة من عنصر فاشل داخل جهاز الاستخبارات"، مشددة على أن منسوب الدمار لا يدع مجالًا للشك بـ"الدمار الكامل".
في حين أكد الجيش الأمريكي نجاح العملية، إلا أن مصادر استخبارية أبلغت CNN بأن الأضرار كانت بمعظمها فوق سطح الأرض، وشملت منشآت كهرباء وأجهزة تحويل اليورانيوم إلى شكله المعدني.
وتعزز الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه المعطيات، إذ صرّح مديرها رافائيل غروسي بأن المنشآت الثلاث تعرضت لأضرار جسيمة، لكن لم يتسنّ لأي جهة دولية معاينة المواقع منذ بدء الحرب، وبالتالي "لا يمكن تحديد مدى الضرر بدقة"، مشيرًا إلى فقدان معلومات عن مكان وجود 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
أما في إسرائيل، فترجّح التقديرات أن منشأة نتنز دُمرت بالكامل، فيما تعرضت فوردو وأصفهان لأضرار كبيرة لكنها لم تُمحَ تمامًا. وتبقى الشكوك قائمة حول مصير المادة المخصبة، وسط تقديرات بأن جزءًا منها كان لا يزال في المواقع وقت الضربة.
وكان ترامب قد أعلن فجر الأحد أن الجيش الأمريكي دمر المنشآت الثلاث، عبر قنابل خارقة وطائرات وغواصات أطلقت 30 صاروخ توماهوك على نتنز وأصفهان.